وكان يملأ فى الأعياد طلاء وتجعل عليه الآنية ويشرب الناس ، فلم يزل الأمر على ذلك حتى ولى عمر بن العزيز فقطعه.
وبالفسطاط غير دار يقال لها دار السلسلة سوى دار الفهرىّ منها دار السهمىّ التى فى الحذّائين ، والدار التى كان فيها أصبغ الفقيه فى زقاق القناديل.
قال وبنى عبد العزيز بن مروان القيساريّات قيساريّات العسل ، وقيسارية الحبال ، وقيسارية الكباش وهى فى خطّة قوم من بلّى يقال لهم الوحاوحة ، والقيسارية التى يباع فيها البزّ ، (١) وهى التى تعرف بقيسارية عبد العزيز ، وأدخل فيها من خطط الراية ، وكان فيها منزل كعب بن عدىّ العبادى فعوّضه منها داره التى فى بنى وائل.
قال : وبنى هشام بن عبد الملك قيساريّته التى تعرف بقيسارية هشام يباع فيها البزّ الفسطاطىّ فى الفضاء بين القصر وبين البحر. وبقيت بعد ذلك من الفضاء بقيّة بين بنى وائل والبحر فأقطعها بنو العبّاس الناس.
قال : وأقطع عمرو بن العاص حين ولى وردان مولاه الأرض التى خلف القنطرة التى غربيّها أبو حميد إلى كنيسة الروم التى هناك. وما كان عن يمينك من رأس الجسر القديم إلى حمّام الكبش وهو الحمام الذي يعرف اليوم بحمام السّوق ، والآخر إلى ساحل مريس ، فكل ذلك كان للوليد بن عبد الملك ، وكان للوليد أيضا ما كان على يسارك من الجزيرة وأنت خارج إلى الجيزة والحوانيت اللاصقة بجزيرة الصناعة.
وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قد أقطع ابن سندر منية الأصبغ ، فحاز لنفسه منها ألف فدّان كما حدثنا يحيى بن خالد ، عن الليث بن سعد. ولم يبلغنا أن عمر بن الخطاب أقطع أحدا من الناس شيئا من أرض مصر إلا ابن سندر ، فإنه أقطعه أرض منية الأصبغ ، فلم تزل له حتى مات ؛ فاشتراها الأصبغ بن عبد العزيز من ورثته ؛ فليس بمصر قطيعة أقدم منها ولا أفضل.
وكان سبب إقطاع عمر ما أقطعه من ذلك كما حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، عن ابن لهيعة (٢) عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنه كان لزنباع الجذامىّ غلام
__________________
(١) ك : «البرّ».
(* ـ *) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٧١٣٢ عن ابن منده فى المعرفة. وانظر ابن سعد : الطبقات ج ٧