حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، عن ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، أن أبا سالم الجيشانىّ سفيان (١) بن هانئ ، أخبره أن بعض أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أخبره أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقول : «إنكم ستكونون أجنادا وإن خير أجنادكم أهل الغرب منكم ، فاتّقوا الله فى القبط ، لا تأكلوهم أكل الخضر (٢)».
حدثنا أبى ، حدثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : «استوصوا بالقبط خيرا ، فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوّكم (٣).
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، عن الليث وابن لهيعة. قال عبد الملك : وأخبرنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أوصى عند وفاته أن تخرج اليهود من جزيرة العرب وقال : الله
__________________
(١) تصحفت فى طبعة عامر إلى «سيفان».
(٢) أورده المقريزى فى الخطط ج ١ ص ٢٥ ، والسيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ١٢ ، مع اختلاف فى اللفظ. والمراد بالجند الغربى ، جند مصر. والخضر : النبات الغض.
هذا وقد اختلفت المصادر بخصوص لفظة «الخضر» حيث وردت فى طبعة تورى مضبوطة بالشكل بفتح الحاء المهملة وكسر الضاد المعجمة. وكذا فى حسن المحاضرة ج ١ ص ١٢ بتحقيق الأستاذ أبو الفضل ، وضبطها بالشكل هكذا أيضا. وكذا ضبطها نفس الضبط الأستاذ عبد المنعم عامر فى طبعته لفتوح مصر. وفسرها كل منهما فى الهامش بقوله : «الحضر : هو الذي يتحين طعام الناس حتى يحضره».
وقد علق الدكتور حسين نصار فى مجلة المجلة عدد ٨٠ ص ١٠١ على ما ذهب إليه الأستاذ عبد المنعم عامر بقوله : «كذلك وقع تصحيف فى المتن فى مواضع متعددة ، منها. جاء فى ص ٤ س ٥ فى الوصية بالقبط : لا تأكلوهم أكل الحضر ـ وفسر المحقق الحضر بأنه الذي يتحين طعام الناس حتى يحضره. ـ ثم قال الدكتور حسين نصار : وأرجح أن الصواب : لا تأكلوهم أكل الخضر ـ أى النبات الغض. وهو كما قال ، حيث توجد هذه الرواية «الخضر» فى إحدى النسخ التى اعتمدت عليها طبعة تورى. كذلك توجد هذه اللفظة «الخضر» مضبوطة بالشكل هكذا فى مخطوطة مكتبة الحرم المكى من كتاب فتوح مصر ورقة ٣. وبنفس الضبط (ضم الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة) ص ٤ من مخطوطة كتاب حسن المحاضرة عن مكتبة الزاوية الحمزاوية. كما وردت لفظة «الخضر» أيضا بمعجمتين فى الخطط ج ١ ص ٢٥.
(٣) السيوطى : حسن المحاضرة ج ١ ص ١٣.