فى الجنّة فرجل اجتهد فأصاب الحقّ فهو فى الجنّة ، ورجل جارّ متعمّدا فهو فى النار ، ورجل اجتهد رأيه (١) فأخطأ فهو فى النار (٢). فقلت لأبى العالية : ما ذنب هذا وقد اجتهد؟ قال : إذا كان لا يعلم ، فلم يقعد قاضيا يقضى.
قال عبد الرحمن ولم يسمع قتادة من أبى العالية إلّا ثلاثة أحاديث هذا أحدها.
قال وروى حيوة بن شريح ، عن مولى حسّان بن النعمان ، عن يحيى بن أبى عمرو الشيبانى ، أنه سمعه يقول : إن أبا هريرة كان يقول : من دعى إلى القضاء فقبل وهو يحسن فقضى بغير الحقّ فهو فى النار ، ومن دعى إلى القضاء فقبل وهو لا يحسن فقضى بغير الحقّ فهو فى النار ، ومن دعى إلى القضاء وهو يحسن فقبل فقضى بالحقّ فنفسه نجّى.
قال حيوة : وحدّثت عن عبد القدّوس بن حبيب ، عن الحسن ، أن عمر بن الخطّاب ، قال : القضاة ثلاثة : قاض قضى برشوة فهلك ، وقاض اجتهد فأخطأ فودّ لو أن أمّه لم تلده ، وقاض اجتهد فأصاب فأفلت ولم يكد يفلت.
حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن عبد الله بن بكير ، قالا : حدثنا الليث بن سعد ، عن ابن الهاد ، وحدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، حدثنا نافع بن يزيد ، عن ابن الهاد. وحدثنا نعيم بن حمّاد ، حدثنا الدراوردىّ ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث التّيمىّ ، عن بشر بن سعيد ، عن أبى قيس مولى عمرو بن العاص ، عن عمرو ابن العاص ، أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقول : «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر» (٣) فحدّثت بهذا الحديث أبا بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم ، فقال : هكذا حدثنى أبو سلمة عن عبد الرحمن ، عن أبى هريرة.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن سلمة ابن أكسوم ، عن ابن حجيرة ، أنه سأل القاسم بن البرحىّ ، كيف سمعت عبد الله
__________________
(١) ب ، ج : «برأيه».
(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٤٩٨٠ عن الحاكم وابن عدى. ونصه هناك «القضاة ثلاثة : اثنان فى النار وواحد فى الجنة. رجل علم الحق فقضى به فهو فى الجنة. ورجل قضى للناس على جهله فهو فى النار. ورجل عرف الحق فجار فى الحكم فهو فى النار».
(٣) البخارى ومسلم وأحمد فى مسنده والنسائى وابن ماجه فى كنز العمال ج ٦ ص ٧.