قال ثم دعا ابنه يحطون فأجابه ، فدعا الله عزوجل له أن يجعل له البركة ، فلم يكن له ولد ولا نسل.
فعاش سام مباركا حتّى مات ، وعاش ابنه أرفخشذ بن سام مباركا حتّى مات ، وكان الملك الذي يحبّه الله والنّبوة والبركة فى ولد أرفخشذ بن سام.
وكان أكبر ولد حام كنعان بن حام ، وهو الذي حبل (١) به فى الرجز فى الفلك فدعا عليه نوح ، فخرج أسود ، وكان فى ولده الجفآء والملل والجبروت ، وهو أبو السودان والحبش كلّهم ، وابنه الثانى كوش بن حام وهو أبو السند والهند ، وابنه الثالث فوط بن حام وهو أبو البربر ، وابنه الأصغر الرابع بيصر بن حام وهو أبو القبط كلّهم.
وحدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا سليمان بن بلال. وحدثنا يحيى بن عبد الله ابن بكير ، حدثنا الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : ولد نوح النّبيّ عليهالسلام ثلاثة نفر : سام وحام ويافث ، فولد كلّ واحد من الثلاثة ثلاثة ، فسام أبو العرب وفارس والروم ، ويافث أبو الصقالبة والترك ويأجوج ومأجوج ، وحام أبو السودان والبربر والقبط.
ثم رجع إلى حديث عثمان ، قال : فولد بيصر بن حام أربعة ، مصر بن بيصر وهو أكبرهم والذي دعا له نوح صلوات الله عليه بما دعا له ، وفارق بن بيصر ، وماح بن بيصر ، وياح بن بيصر.
قال غير عثمان : فولد مصر أربعة : قفط بن مصر ، وأشمن بن مصر ، وأتريب بن مصر ، وصا بن مصر.
حدثنا عثمان بن صالح ويحيى بن خالد عن ابن لهيعة ، وعبد الله بن خالد ، يزيد أحدهما على صاحبه ، وقد كان عثمان ربّما قال : حدثنى خالد بن نجيح ، عن ابن لهيعة ، وعبد الله بن خالد ، قالوا : فكان أوّل من سكن بمصر بعد أن غرّق (٢) الله قوم نوح بيصر ابن حام بن نوح ، فسكن منف ـ وهى أوّل مدينة عمّرت بعد الغرق ـ هو وولده وهم ثلاثون نفسا ، قد بلغوا وتزوّجوا ، فبذلك سمّيت ماقة ـ وماقة بلسان القبط ثلاثون ـ قال :
__________________
(١) طبعة عامر «وهو الذي حيل به فى الزجر فى الفلك» تصحيف.
(٢) د ، ك «أغرق».