فاختلفوا فى ذلك ؛ فدعا عبد الله بن عمرو بصندوق فيه قراطيس ، فقال : تفتحون القسطنطينيّة ، ثم تغزون بعثا إلى رومية ؛ فيفتح الله عليكم ، وإلّا فأنا عند الله من الكذّابين (١).
ومنها حديث قباث بن رزين ، عن شيخ من المعافر ـ يذكر منه فضل وصلاح ـ أن رجلا يقال له عبّاد ، ممن يلزم عبد الله بن عمرو كان من الصلحاء ، كان يقرأ القرآن فيقرن بين السور فى الركعة الواحدة ، فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو ؛ فأتاه عبّاد يوما فقال له عبد الله بن عمرو : يا خائن أمانته ، ثلاث مرّات ، فاشتدّ ذلك على عبّاد ؛ فقال له : غفر الله لك ، أىّ أمانة بلغك أنى خنتها؟ قال : ألم أخبر أنك تجمع بين السور فى الركعة الواحدة! قال : إنى لأفعل ذلك ، قال : وكيف بك (٢) يوم تأخذك كلّ سورة بركعتها وسجدتيها ، أما إنّى لم أقل لك إلّا كما قال لى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. حدثناه عبد الله بن صالح.
ومنها حديث ابن لهيعة ، عن حيىّ بن عبد الله ، عن أبى عبد الرحمن الحبلى ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الخندق وهم يحفرون حول المدينة ؛ فتناول رسول الله صلىاللهعليهوسلم الفأس فضرب به ضربة ؛ فقال : هذه الضربة يفتح الله بها كنوز الروم ، ثم ضرب الثانية ؛ فقال : هذه يفتح الله بها كنوز فارس ، ثم ضرب الثالثة ؛ فقال : هذه الضربة يأتى الله بأهل اليمن أعوانا وأنصارا. حدثنا عبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافرى ، عن أبى عبد الرحمن الحبلى ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن رسول الله ، قال : «من صمت نجا» (٣) حدثناه المقرئ وأبو الأسود.
ومنها حديث ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن أبى هبيرة الكحلانى ـ مولى لعبد الله ابن عمرو ـ عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، خرج إليهم ذات يوم فى المسجد فقال : «إنّ ربّى حرّم علىّ الخمر والميسر والمزر والكوبة والقنّين» (٤) حدثناه طلق بن السمح اللخمى.
__________________
(١) ج ، ك : «الكاذبين».
(٢) ب ، ج : «فكيف لك».
(٣) الترمذى ومسند أحمد فى كنز العمال ج ٣ ص ٣٥١.
(٤) البخارى ومسلم فى كنز العمال ج ١٦ ص ٧٣.