قال ثم رجع إلى حديث عثمان بن صالح ، قال : فتقدّم (١) عمرو بن العاص فكان أول موضع قوتل فيه الفرما ، قاتلته الروم قتالا شديدا نحوا من شهر ، ثم فتح الله على يديه.
وكان عبد الله بن سعد ، كما حدثنا سعيد بن عفير على ميمنة عمرو بن العاص منذ توجّه من قيساريّة إلى أن فرغ من حربه.
وقال غير ابن عفير من مشايخ أهل مصر : وكان بالإسكندرية أسقف للقبط يقال له أبو بنيامين فلما بلغه قدوم عمرو بن العاص إلى مصر ، كتب إلى القبط يعلّمهم أنه لا تكون للروم دولة وأن ملكهم قد انقطع ، ويأمرهم بتلقّى عمرو. فيقال إن القبط الذين كانوا بالفرما كانوا يومئذ لعمرو أعوانا.
قال عثمان فى حديثه ثم توجّه عمرو لا يدافع الا بالأمر الخفيف ، حتى نزل القواصر*).
فحدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا عبد الرحمن بن شريح ، أنه سمع شراحيل بن يزيد ، يحدّث عن أبى الحسين ، أنه سمع رجلا من لخم يحدث كريب بن أبرهة ، قال : كنت أرعى غنما لأهلى (٢) بالقواصر ، فنزل عمرو ومن معه فدنوت إلى أقرب (٣) منازلهم ، فإذا بنفر من القبط كنت قريبا منهم فقال بعضهم لبعض : ألا تعجبون من هؤلاء القوم يقدمون على جموع الروم ، وإنما هم فى قلّة من الناس ، فأجابه رجل آخر منهم ، فقال : إنّ هؤلاء القوم لا يتوجّهون إلى أحد إلا ظهروا عليه ، حتى يقتلوا خيرهم ، قال فقمت إليه فأخذت بتلابيبه فقلت : أنت تقول هذا. انطلق معى إلى عمرو بن العاص حتى يسمع الذي قلت فطلب إلىّ أصحابه وغيرهم حتى خلّصوه ، فرددت الغنم إلى منزلى ، ثم جئت حتى دخلت فى القوم.
قال عثمان فى حديثه فيقدم (٤) عمرو لا يدافع إلّا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس ، فقاتلوه به نحوا من شهر حتى فتح الله عليه ، ثم مضى لا يدافع إلا بالأمر
__________________
(١) ب : «فقدم».
(٢) ج : «لأهل».
(٣) ب ، د : «قرب».
(٤) ك : «فتقدم».