وكما هو الظاهر ..
وجعل كتاب خبرا لتنزيل ، لا يستسيغه الذوق السليم ، ولا ينسجم مع المعنى المقصود ، ولا سيما مع تنوين كلمة تنزيل وتنكيرها ، وكذلك الحال في قوله تعالى :
(الم ، تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) [السجدة].
(حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [المؤمن / غافر].
وكذا الحال فيما ورد في أول سورة الجاثية والأحقاف ..
وقد أعرب المفسرون وغيرهم هذه الموارد على أن كلمة «تنزيل» خبر لمبتدأ محذوف ، أو نحو ذلك مع أن إعرابها على النحو الذي ذكرناه هو الأنسب والأظهر ، وإن كان إعرابهم لا ينافي ما ذكرناه أيضا ، فإن تقدير كلمة «هو» ، أو كلمة : «هذا» المقدرة مبتدأ ظاهرها الإشارة إلى ما قبلها أيضا ..
د : قوله تعالى :
(حم ، عسق ، كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الشورى].
فإن قوله : «كذلك» يشار بها في القرآن عادة إلى ما قبلها ، أي كتلك الحروف التي سبقت يوحي إليك الله تعالى ، أي إن آيات الله هي من جنس هذه الأحرف.
ه : وبعد ، فلقد جاء في رواية عن الإمام العسكري صلوات الله وسلامه عليه ، أنه قال : كذبت قريش واليهود بالقرآن ، وقالوا : سحر مبين تقوّله.