أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ـ بها ـ نا أبو القاسم عمر بن يحيى بن داود الفحام السامري ، نا أحمد بن محمّد الضرير ، نا سويد بن سعيد ، نا شريك النخعي ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان عن عليم الكندي عن سلمان قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا سلمان ، امض إلى فاطمة فإن لها إليك حاجة» ، فجئت فاستأذنت عليها ، فإذا هي جالسة في وسط الدار ، فلمّا نظرت إليّ تبسمت فقالت : أبشرك يا سلمان ، فقلت : بشّرك الله بخير يا مولاتي ، قالت : صليت البارحة وردي ، فأخذت مضجعي ، فبينا أنا بين النائمة واليقظانة إذ بصرت بأبواب السماء قد فتحت ، وإذا ثلاثة (١) جوار قد هبطن (٢) من السماء لم أر أجمل منهن جمالا ، فقلت لإحداهن : من أنت؟ فقالت : أنا المقدودة ، خلقت للمقداد بن الأسود الكندي ، فقلت للثانية : من أنت؟ قالت : أنا ذرّة خلقت لأبي ذرّ الغفاري ، قلت للثالثة : من أنت؟ فقالت : أنا سلمى ، خلقت لسلمان الفارسي ، فأعجبني جمالهن ، قلت : فما لعلي بن أبي طالب فيكن زوجة؟ فقلن : مهلا ، إن الله يستحي منك أنّ يغيرك في علي بن أبي طالب ، فأنت زوجته في الدنيا وزوجته في الآخرة.
أخبرنا أبو الحسن المشكاني ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري ، نا عبد الله بن صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه قال : جاءنا المقداد بن الأسود لحاجة ، فقلنا : اجلس عافاك الله نطلب لك حاجتك ، فجلس ، فقال : لعجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة ، وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ السعيد لمن جنّب الفتن ، إن السعيد لمن جنّب الفتن ـ فرددها ثلاثا ـ ولمن ابتلي فصبر» ، وأيم الله لا أشهد على أحد أنه من أهل الجنّة حتى أعلم على ما يموت عليه ، بعد حديث سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا» [١٢٤٣٥].
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو ، أنا يحيى بن محمّد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك (٣) ، أنا
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، ود ، و «ز».
(٢) في م : نزل.
(٣) من طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ١٧٥ ـ ١٧٦ وسير الأعلام ١ / ٣٨٨ ولم أعثر على الخبر في الزهد والرقائق لابن المبارك.