أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) قال :
منصور بن عمّار أبو السّري ، منكر الحديث ، ومنصور بن عمّار رجل قد اشتهر بالوعظ الحسن ، وأنه دخل على الليث بن سعد فوعظه ، فأمر له بألف دينار ، وقال له : لا تعلم به ابني الحارث فتهون عليه ، وكان يعطى على الوعظ الحسن مال (٢) ، وأحاديثه كلها يشبه بعضها بعضا ، وعن كلّ من يروي ابن لهيعة وغيره ، فإنه يأتي عنهم بما يشبه حديث من روى عنهم ، وابن لهيعة ليّن في الحديث ، وغير ابن لهيعة الذي يروي عنه منصور ليس بالمشهور ، وأرجو أنه مع مواعظه الحسنة لا يتعمد الكذب ، وإنكار ما يرويه لعله من جهة غيره.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :
أبو السّري منصور بن عمّار الواعظ ، أراه مصري الأصل ، سكن بغداد ، سمع الليث بن سعد ، والوليد بن مسلم ، روى عنه ابنه سليم ، ومحمّد بن أبي الحارث ، وروى عنه ابنه عن مشايخه أحاديث منكرة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ الخطيب (٣) ، أنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد النيسابوري الحيري.
ح وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، أنا أبو بكر بن يحيى بن إبراهيم.
قالا : أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي قال : منصور بن عمّار من أهل مرو ، من قرية يقال لها دندانقان ، ويقال : من أهل أبيورد ، ويقال : من أهل بوشنج ، انتهى حديث الحيري ، وزاد أبو بكر : دخل العراق وأقام بها ، أوتي الحكمة ، وقيل إنّ سبب ذلك أنه وجد رقعة في الأرض مكتوب عليها : بسم الله الرّحمن الرحيم ، فأخذها ، فلم يجد لها موضعا ، فأكلها ، فأري فيما يرى النائم كأن قائلا قال له : قد فتح الله عليك باب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة ، فكان بعد ذلك يتكلم بالحكمة ، وكنية منصور بن عمّار أبو السّري.
__________________
(١) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٣٩٣ و٣٩٥.
(٢) بالأصل ، ود ، و «ز» ، وم : «قالا» والمثبت عن الكامل لابن عدي.
(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٧١.