ببغداد ورزام معنا قال : بعثني محمّد ورزاما في رجال معنا إلى الشام ، لندعو له ، فإنا لبدومة الجندل ، إذ أصابنا حرّ شديد ، فنزلنا عن رواحلنا نغتسل في غدير فاستلّ رزام سيفه ، ثم وقف على رأسي ، فقال : يا موسى ، أرأيت لو ضربت عنقك ، ثم ذهبت برأسك إلى أبي جعفر ؛ أيكون أحد عنده في منزلتي؟ قال : قلت : لا تدع هزلك يا أبا قيس (١) ، شم سيفك غفر الله لك ، قال : فشام سيفه ، وركبنا ، قال عيسى : فرجع موسى قبل أن يصل إلى الشام فأتى البصرة هو وعثمان بن محمّد ، فدلّ عليهما ، فأخذا.
قال عمر (٢) : وحدّثني موسى بن عبد الله ، حدّثني أبي ، عن أبيه قال : لما وجهني رياح (٣) ـ يعني : إلى المنصور ـ بلغ محمّدا ، فخرج من ليلته ، وقد كان رياح تقدم إلى الأجناد الذين معي ، أن طلع عليهم من ناحية المدينة رجل أن يضربوا عنقي ، فلما أتي محمّد برياح قال : أين موسى؟ قال : لا سبيل إليه ، والله لقد حدرته إلى العراق. قال : فأرسل في أثره فردّه. قال : قد عهدت إلى الجند الذين معه إن رأوا أحدا مقبلا من المدينة أن يقتلوه ، قال : فقال محمّد لأصحابه : من لي بموسى؟ قال ابن خضير (٤) : أنا لك به ، قال : فانظر رجالا ، قال : فانتخب رجالا ثم أقبل ، فو الله ما راعنا إلّا وهو بين أيدينا ، كأنما أقبل من العراق ، فلمّا نظر إليه [الجند](٥) قالوا : أرسل (٦) أمير المؤمنين ، فلما خالطونا شهروا السلاح ، فأخذني القائد وأصحابه ، فأناخ بي وأطلقني من وثاقي ، وشخص بي حتى أقدمني على محمّد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال : في الطبقة الخامسة من أهل المدينة (٧) : موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي.
__________________
(١) تقرأ بالأصل : «قبيس» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، والطبري.
(٢) رواه الطبري في تاريخه ٦ / ٥٥٨ حوادث سنة ١٤٥.
(٣) الأصل : رباح ، تصحيف ، والصواب ما أثبت : «رياح» عن د ، و «ز» ، وم ، والطبري ، وهو رياح بن عثمان المري والي المدينة من قبل المنصور. وقد صوبناها في كل مواضع الخبر.
(٤) الأصل ود ، و «ز» ، وم : ابن حصين ، والمثبت عن الطبري.
(٥) سقطت من الأصل ، وم ، ود ، و «ز» ، واستدركت عن الطبري.
(٦) الأصل : «أرسل» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، والطبري.
(٧) ترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة ، من طبقات ابن سعد.