كأنّ ليلي والأصداع هاجرة (١) |
|
ليل السليم ، وأعيا من يداويني |
لمّا حنى الدهر من قوسي وعذّرني |
|
شيبي وقاسيت أمر الغلظ واللين |
إذا ذكرت أبا غسّان أرّقني |
|
همّ إذا عرض (٢) السارون يشجيني |
كان المفضّل عزّا في ذوي يمن |
|
وعصمة وثمالا (٣) للمساكين |
غيثا لذي أزمة غبراء شاتية |
|
من السنين ومأوى كلّ مسكين |
إنّي تذكرت قتلي لو شهدتهم |
|
في حومة الموت لم يصلوا بها دوني |
لا خير في العيش إن لم أجن بعدهم |
|
حربا أتى (٤) بها قتلي ويشفيني |
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، أنبأنا سهل بن بشر ، أنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن السري النيسابوري ـ بمصر ـ أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرع ، نا إبراهيم بن سفيان الزيادي ، نا الأصمعي ، عن بكر بن العلاء السهمي قال : قال الربيع : سمعت المنصور يحدّث قال :
كنت بواسط لما قتل يزيد وحبيب والمفضل ومحمد بنو المهلب وكان الذي تولى ذلك منهم هلال بن أحوز المازني وهو أخو زياد بن مطر لأمه ثم جاء بعيالاتهم وأثقالهم وكان (٥) إلى واسط ليسلمهم إلى يزيد بن عمر (٦) بن هبيرة ، فقامت مضر تنظر إلى آل المهلب مستشرفين (٧) لذلك مسرورين ، وإلى جانبي رجل من الأزد قد ساءه ما رأى من سرورهم بما أصاب آل المهلب ، فقال : انظروا إلى هؤلاء قاتلهم الله يطوفون بهذا الجلف ، والله لكأنهم يطوفون بعيسى بن مريم ، فقال له رجل من بني تميم : يا عبد الله ، هذا ضد عيسى بن مريم ، عيسى كان يحيي الموتى وهذا يميت الأحياء ، قال المنصور : فما سمعت جوابا أعد منه.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٨) :
وفي هذه السنة ـ يعني : سنة اثنين ومائة بعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز المازني إلى قندابيل في طلب آل المهلب ، فالتقوا ، فقتل المفضّل بن المهلّب وانهزم
__________________
(١) الأغاني : والأصداء هاجدة.
(٢) الأغاني : عرّس.
(٣) الثمال : الغياث الذي يقوم بأمر قومه.
(٤) في الأغاني : «تبيء».
(٥) كذا بالأصل وم ، ود ، و «ز».
(٦) بالأصل : عمرو ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٧) كذا بالأصل ، وفي م ، ود ، و «ز» : متشوقين.
(٨) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٢٦ (ت. العمري).