ويروى أن نفرا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالوا له : يا رسول الله : أخبرنا عن نفسك. قال : «نعم ، أنا دعوة أبى إبراهيم ، وبشارة عيسى ابن مريم ، ورأت أمى حين حملت بى أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام ، واسترضعت فى بنى سعد بن بكر ، فبينا أنا مع أخ لى خلف بيوتنا نرعى بهما لنا ، أتانى رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا ، فأخذانى فشقا بطنى ثم استخرجا قلبى فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبى وبطنى بذلك الثلج حتى أنقياه ، ثم قال أحدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته فوزننى بعشرة فوزنتهم. ثم قال زنه بمائة من أمته. فوزننى بهم فوزنتهم. ثم قال : زنه بألف من أمته. فوزننى بهم فوزنتهم. فقال : دعه عنك ، فلو وزنته بأمته لوزنها» (١).
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من نبى إلا وقد رعى الغنم». قيل : وأنت يا رسول الله؟ قال : «وأنا» (٢).
وكان يقول لأصحابه : «أنا أعربكم ، أنا قرشى واسترضعت فى بنى سعد بن بكر»(٣).
وزعم الناس فيما يتحدثون (٤) ، والله أعلم ، أن أمه السعدية لما قدمت به مكة أضلها فى الناس وهى مقبلة به نحو أهله ، فالتمسته فلم تجده ، فأتت عبد المطلب فقالت له : إنى قدمت بمحمد هذه الليلة فلما كنت بأعلى مكة أضلنى ، فو الله ما أدرى أين هو.
فقام عبد المطلب عند الكعبة يدعو الله أن يرده ، فيزعمون أنه وجده ورقة بن نوفل ورجل آخر من قريش فأتيا به عبد المطلب فقالا : هذا ابنك وجدناه بأعلى مكة. فأخذه عبد المطلب فجعله على عنقه وهو يطوف بالكعبة يعوذه ويدعو له ؛ ثم أرسل به إلى أمه آمنة.
__________________
(١) انظر الحديث فى : تفسير القرطبى (٢ / ١٣١) ، تفسير الطبرى (١ / ٤٣٥) ، الدر المنثور للسيوطى (١ / ١٣٩ ، ٥ / ٢٠٧) ، كنز العمال للمتقى الهندى (٣١٨٣٣ ، ٣١٨٣٤ ، ٣١٨٣٥ ، ٣١٨٨٩) ، دلائل النبوة للبيهقى (١ / ٦٩) ، طبقات ابن سعد (١ / ١ / ٩٦) ، البداية والنهاية لابن كثير (٢ / ٢٧٥).
(٢) انظر الحديث فى : كنز العمال للمتقى الهندى (٩٢٤٢) ، البداية والنهاية لابن كثير (٦ / ٣٢٤).
(٣) انظر الحديث فى : كشف الخفاء للعجلونى (١ / ٢٣٢) ، كنز العمال للمتقى الهندى (٣١٨٨٤) ، طبقات ابن سعد (١ / ١ / ٧١) ، البداية والنهاية لابن كثير (٢ / ٢٧٧).
(٤) انظر : السيرة (١ / ١٤٨).