غسان وانتفائهم من المضرية. واليد التي ذكر هذا الشاعر أنها ترتبت عليه لأبى لهب : وذكر ابن إسحاق أنه كان أخذ بغرم أربعة آلاف درهم بمكة ، فوقف بها ، فمر به أبو لهب فافتكه.
ونسب الزبير هذا الشعر لحذافة بن غانم ، ودليله قوله فيه :
«أخارج إما أهلكن» ... البيت.
فإن خارجة هو ابن حذافة وحذيفة الذي نسب ابن إسحاق إليه الشعر هو أخو حذافة ، ولا يعرف له ابن يسمى خارجة ، وإنما هو والد أبى جهم بن حذيفة ، واسم أبى جهم عبيد (١) ، وهو الذي بعث إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالخميصة ذات الأعلام التي ألهته عن صلاته ، وأمر أن يؤتى بأنبجانية.
ولما هلك عبد المطلب ، ولى زمزم والسقاية عليها ابنه العباس وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا ، فلم تزل إليه حتى قام الإسلام وهى بيده ، فأقرها رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ما مضى من ولايته ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجله إجلال الولد الوالد.
يقول كريب مولى ابن عباس : وما ينبغى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يجل إلا والدا أو عما ، فضيلة خص الله بها العباس دون من سواه. وقال صلىاللهعليهوسلم : «احفظونى فى عمى عباس ، فإن عم الرجل صنو أبيه» (٢).
وطلع يوما على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «هذا العباس أجود قريش كفّا وأوصلها»(٣). ولم يزل العباس سيدا فى الجاهلية والإسلام ، يمنع الجار ويبذل المال ويعطى فى النوائب.
قال الزبير : وكان يقال : كان للعباس بن عبد المطلب ثوب لعارى بنى هاشم ، وجفنة
__________________
(١) هو : أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب القرشى العدوى ، قيل : اسمه عامر بن حذيفة ، وقيل : عبيد الله بن حذيفة.
انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٢٩٢٩) ، الإصابة الترجمة رقم (٩٧٠٣) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٥٧٨٠).
(٢) أخرجه الطبرانى فى الصغير (١ / ٢٠٧) ، الخطيب البغدادى فى التاريخ (١٠ / ٦٨) ، الهيثمى فى المجمع (٩ / ٢٦٩) ، المتقى الهندى فى الكنز (٣٣٣٨٩ ، ٣٣٣٩٥ ، ٣٣٣٩٦ ، ٣٣٤١١) ، ابن عدى فى الضعفاء (٢ / ٧٦٨).
(٣) أخرجه ابن كثير فى البداية والنهاية (٧ / ١٦١) ، السيوطى فى اللآلئ المصنوعة (١ / ٢٢٣) ، الحاكم فى المستدرك (٣ / ٣٢٨ ، ٣٢٩).