وأسلمت وجهى لمن أسلمت |
|
له المزن تحمل عذبا زلالا |
إذا هى سيقت إلى بلدة |
|
أطاعت فصبت عليها سجالا |
ويروى أن زيدا كان إذا استقبل الكعبة داخل المسجد قال : لبيك حقّا حقّا تعبدا ورقا ، عذت بما عاذ به إبراهيم مستقبل القبلة وهو قائم ، إذ قال : إنى لك عان راغم ، مهما تجشمنى فإنى جاشم ، البر أبقى لا الخال ، ليس مهجر كمن قال. ويقال : البر أبقى لا الحال (١).
وكان الخطاب بن نفيل قد آذى زيدا حتى أخرجه إلى أعلى مكة. فنزل حرا مقابل مكة. وكان الخطاب عمه وأخاه لأمه ، وكل به شبابا من شباب قريش وسفهائهم ، فقال لهم : لا تتركوه يدخل مكة. فكان لا يدخلها إلا سرا منهم ، فإذا علموا بذلك آذنوا به الخطاب فأخرجوه وآذوه ، مخافة أن يفسد عليهم دينهم وأن يتابعه أحد منهم على فراقه (٢).
وكان زيد قد أجمع الخروج من مكة ليضرب فى الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم ، فكانت امرأته صفية بنت الحضرمى كلما رأته تهيأ للخروج أو أراده ، آذنت به الخطاب بن نفيل ، وكان الخطاب وكلها به وقال : إذا رأيته هم بأمر فآذنينى به (٣).
__________________
(١) انظر : السيرة (١ / ١٩٦).
(٢) انظر : السيرة (١ / ١٩٧) ، وهناك أورد شعر قاله فى ذلك وهو :
لاهم إنى محرم لا حله |
|
وإن بيتى أوسط المحلة |
عند الصفا ليس بذى مضله
(٣) ذكره فى السيرة وذكر هناك شعر يعاتب فى امرأته على ذلك وهو :
لا تحبسينى فى الهوا |
|
ن صفى ما دابى ودابه |
إنى إذا خفت الهوا |
|
ن مشيع ذلل ركابه |
دعموص أبواب الملو |
|
ك وجائب للخرق نابه |
قطاع أسباب تذل |
|
بغير أقران صعابه |
وإنما أخذ الهوا |
|
ن العير إذ يوهى إهابه |
ويقول إنى لا أذل |
|
بصك جنبيه صلابه |
وأخى ابن أمى ثم |
|
عمى لا يواتينى خطابه |
وإذا يعاتبنى بسو |
|
ء قلت أعيانى جوابه |
ولو أشاء لقلت |
|
ما عندى مفاتحه وبابه |
انظر السير : (١ / ١٩٥ ـ ١٩٦).