وآخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ، فقال فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل : تآخوا فى الله أخوين أخوين. ثم أخذ بيد على بن أبى طالب فقال : هذا أخى. فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد ، وعلى بن أبى طالب أخوين.
ثم سمى ابن إسحاق نفرا ممن آخى بينهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أصحابه تركنا ذكرهم اختصارا (١).
قال : وهلك فى تلك الأشهر أبو أمامة أسعد بن زرارة ، والمسجد يا بنى ، أخذته الذبحة أو الشهقة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بئس الميت أبو أمامة ليهود ولمنافقى العرب ، يقولون : لو كان نبيا لم يمت صاحبه! ولا أملك لنفسى ولا لصاحبى من الله شيئا» (٢).
ولما مات أبو أمامة اجتمعت بنو النجار إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان أبو أمامة نقيبهم ، فقالوا : يا رسول الله ، إن هذا كان منا حيث قد علمت ، فاجعل منا رجلا مكانه يقيم فى أمرنا ما كان يقيم. فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنتم أخوالى وأنا أولى بكم ، فأنا نقيبكم» (٣). وكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يخص بها بعضهم دون بعض. فكان من فضل بنى النجار الذي يعدون على قومهم أن كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم نقيبهم.
__________________
ـ الله عزوجل ، وإلى محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإن الله على أتقى ما فى هذه الصحيفة وأبره ، وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها ، وإن بينهم النصر على من دهم يثرب ، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه وتلبسونه ، فإنهم يصالحونه ويلبسونه ، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك ، فإنه لهم على المؤمنين ، إلا من حارب فى الدين ، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم ، وإن يهود الأوس ، مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة ، مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة».
قال ابن هشام : ويقال : مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة.
قال ابن إسحاق : «وإن البر دون الإثم ، لا يكسب كاسب إلا على نفسه ، وإن الله على أصدق ما فى هذه الصحيفة وأبره ، وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم ، وإنه من خرج آمن ، ومن قعد آمن بالمدينة ، إلا من ظلم أو أثم ، وإن الله جار لمن بر واتقى ، ومحمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
انظر : السيرة (٢ / ١٠٩ ـ ١١٢) ، البداية والنهاية لابن كثير (٣ / ٢٢٤ ، ٢٢٥) ،
(١) انظر السيرة (٢ / ١١٣ ـ ١١٦).
(٢) انظر الحديث فى : سنن ابن ماجه (٣٤٩٢) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٥ / ٩٨) ، مستدرك الحاكم (٤ / ٢١٤).
(٣) انظر الحديث فى : مستدرك الحاكم (٣ / ١٨٦) ، طبقات ابن سعد (٣ / ٦١١).