ثم قال لنبيه عليهالسلام يرغب المؤمنين فى الجهاد ويهون عليهم القتل : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
قال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب فى ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن مقيلهم قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا لئلا يزهدوا فى الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب» قال الله تبارك وتعالى : فأنا أبلغهم عنكم» (١) ؛ فأنزل الله ـ عز ذكره ـ على رسوله صلىاللهعليهوسلم هذه الآيات : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) إلى آخرها.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الشهداء على بارق نهر بباب الجنة فى قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا» (٢).
وسئل عبد الله بن مسعود عن هؤلاء الآيات : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) فقال : أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا : إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب فى ظل العرش فيطلع الله إليهم اطلاعة ، فيقول : يا عبادى ، ما تشتهون فأزيدكم؟ فيقولون : ربنا لا فوق ما أعطيتنا ، الجنة نأكل منها حيث شئنا. ثم يطلع الله إليهم اطلاعه فيقول : يا عبادى ، ما تشتهون فأزيدكم؟ فيقولون : ربنا لا فوق ما أعطيتنا ، الجنة نأكل منها حيث نشاء ، ثم يطلع إليهم اطلاعة فيقول : يا عبادى ، ما
__________________
(١) انظر الحديث فى : سنن أبو داود (٢٥٢٠) ، مسند الإمام أحمد (١ / ٢٦٦) ، السنن الكبرى للبيهقى (٩ / ١٦٣) ، مستدرك الحاكم (٢ / ٨٨ ، ٢٩٧) ، دلائل النبوة للبيهقى (٣ / ٣٠٤) ، مصنف ابن أبى شيبة (٥ / ٢٩٤) ، الدر المنثور للسيوطى (٢ / ٩٥) ، زاد المسير لابن الجوزى (١ / ٤٩٩) ، تفسير ابن كثير (٢ / ١٤١) ، تفسير الطبرى (٤ / ١١٣) ، تفسير القرطبى (٤ / ٢٦٨).
(٢) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد (١ / ٢٦٦) ، مستدرك الحاكم (٢ / ٧٤) ، المعجم الكبير للطبرانى (١٠ / ٤٠٥) ، مصنف ابن أبى شيبة (٥ / ٢٩٠) ، إتحاف السادة المتقين (١٠ / ٣٣٨) ، موارد الظمآن للهيثمى (١٦١١) ، الدر المنثور للسيوطى (٢ / ٩٦) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٥ / ٢٩٤ ، ٢٩٨) ، كنز العمال للمتقى الهندى (١١٠٩٩) ، الترغيب والترهيب للمنذرى (٢ / ٣٢٣) ، تفسير الطبرى (٢ / ٣٤ ، ٤ / ١١٣) ، تفسير ابن كثير (٢ / ١٤٢).