المكرهين السمهرى بأذرع |
|
كسوالف الهندى غير قصار |
والناظرين بأعين محمرة |
|
كالجمر غير كليلة الإبصار |
والبائعين نفوسهم لنبيهم |
|
للموت يوم تعانق وكرار |
يتطهرون يرونه نسكا لهم |
|
بدماء من علقوا من الكفار |
دربوا كما دربت ببطن خفية |
|
غلب الرقاب من الأسود ضوارى |
وإذا حللت ليمنعوك إليهم |
|
أصبحت عند معاقل الأغفار |
ضربوا عليا يوم بدر ضربة |
|
دانت لوقعتها جميع نزار |
لو يعلم الأقوام علمى كله |
|
فيهم لصدقنى الذين أمارى |
قوم إذا خوت النجوم فإنهم |
|
للطارقين النازلين مقارى |
فى الغر من غسان فى جرثومة |
|
أعيت محافرها على المحفار (١٠) |
وكان عبد الله بن الزبعرى السهمى شاعر قريش ولسانها فى مناقضة حسان بن ثابت وغيره من شعراء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، له فى ذلك أشعار كثيرة ذكرها ابن إسحاق فى مواضعها وأضربنا نحن عنها وعن سائر أشعار الجاهلية لما فيها من تنقص الإسلام والنيل من أهله ، فلما كان عام الفتح فر ابن الزبعرى إلى نجران فرماه حسان بن ثابت ببيت واحد ما زاد عليه وهو :
لا تعدمن رجلا أحلك بغضه |
|
نجران فى عيش أحذ لئيم |
فلما بلغ ذلك ابن الزبعرى (١) خرج إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأسلم ، وقال فى ذلك أشعارا منها فى أبيات (٢) :
يا رسول الله المليك إن لسانى |
|
راتق ما فتقت إذ أنا بور |
إذ أبارى الشيطان فى سنن الغى |
|
ومن مال ميله مثبور |
وقال أيضا حين أسلم (٣) :
منع الرقاد بلابل وهموم |
|
والليل معتلج الرواق بهيم |
__________________
(١٠) انظر الأبيات فى : السيرة (٤ / ١٣٨ ـ ١٣٩).
(١) هو عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدى بن سعد بن سهم القرشى السهمى. انظر ترجمته فى :الاستيعاب الترجمة رقم (١٥٥١) ، الإصابة الترجمة رقم (٤٦٩٧) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٢٩٤٦).
(٢) انظر الأبيات فى : السيرة (٤ / ٥٤).
(٣) انظر الأبيات فى : السيرة (٤ / ٥٥) ، وقال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها له.