قال الكلاعي : حدثني بعض ذرية عمر بن التيهان الأزدي (٥) قال : كانت جريدة (٦) جدي عمر بن التيهان تنيف على تسعين ألف رجل من ولد قحطان الذين مساكنهم بين الشحر وعمان من غير بني مهرة سكان الشحر ؛ فمن ذرية حمير ثلاثون ألفا يعني من قضاعة ، ومن طي وكندة والعتيك (٧) ثلاثون ألفا لتقارب مساكنهم ، ومن الأزد خاصة ثلاثون ألفا ، وهؤلاء الستون ألفا من ذرية كهلان.
قال أهل التاريخ : فكانت مساكن مهرة متصلة من أحور (٨) ساحل بني عامر (٩) إلى عمان على سيف البحر من المغرب إلى المشرق في جهة اليمن مسيرة ستين يوما.
وخرج الأوس والخزرج من مأرب فقصدوا يثرب ، وكان فيه قوم من بني إسرائيل ، فقتلوا أكثرهم ونفوهم عنها ، وأقاموا فيها ، ثم جاءت اليهود الآخرة ، وهم بنو قريظة والنضير (١٠) لما أخرجتهم الروم من الشام في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ، فكانوا حلفاء الأوس والخزرج حتى جاء الله تعالى
__________________
(٥) عمر بن التيهان الآزدي : لم أعثر على ترجمة له تجعلنا نتعرفه.
(٦) الجريدة : الخيل لا رجّالة فيها. وهنا أراد فرسانها ورجالها.
(٧) العتيك : هو العتيك بن الأزد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان (جمهرة الأنساب ٤٥٣) وينظر في بطون العتيك وأولاده (الجمهرة ٣٤٨).
(٨) أحور : مخلاف باليمن (معجم البلدان ١ / ١١٨) وهو ثغر على البحر ما بين عدن وحضرموت وكان اسما لمخلاف يقع إلى الشرق من مخلاف أبين ، وهو ما يعرف اليوم بالعوالق العليا والعوالق السفلى (البلدان اليمانية ٢١ و٢٩٣).
(٩) ساحل بني عامر : وهم بنو عامر بن عذرة بن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير (الجمهرة ٤١١ ـ ٤١٨).
(١٠) في الأصل : قريضة والنظير ، وقريظة والنضير أخوان من أولاد هارون النبي عليهالسلام ، وقد نزل أولاد قريظة حصنا بقرب المدينة (اللباب في تهذيب الأنساب ٣ / ٢٦).