أو قراد بن الأجدع اللخمي (٢٤) ، وهم حاضرون فكفله أحدهما إلى أيام معلومة بمقدار مسافة طريقه ذاهبا وعائدا.
قال الملك فإنه إن أخلف قتلت الكفيل به ، فقال الكفيل : لك ذلك.
وذهب شريك إلى أولاده فتمادت الأيام حتى كان يوم الميعاد ، فلم يصل ، فقال الملك للكفيل اللخمي : أنا قاتلك. قال : أمهلني إلى غروب الشمس ، فأمهله ، ولم يزالوا ينتظرون وصوله ، فلما قرب المغرب ، وأمر الملك بإحضار الكفيل ، وأمر السيّاف بقتله ، فبينماهم كذلك رأوه راكبا في الطريق محثّا نحوهم حتى وصل باب الملك ، فوجدوه شريكا (٢٥) الطائي. فقال له الملك : أرجعت يا شريك إلى الموت؟ قال : لم أكن لأخون صاحبي.
فقال الملك : أما والله لا كنت ألأم الثلاثة ، ثم أمر لهما بالكساء وخلّى سبيلهما وطرح يوم البؤس عن الناس (٢٦) ، وهذه غاية من الوفاء والكرم بالنفس لم يدركها أحد.
وأما السموءل (٢٧) فوفاؤه مشهور عند الأعراب يؤرخ وينظم ويضرب به المثل في كل كتاب.
__________________
(٢٤) في الأصل : فرات بن الأجدع اللخمي ، وهو تحريف ، وما أثبته من (معجم الشعراء للمرزباني ٢٠٦) ، وهو قراد بن أجدع الكلبي من بني الحذاقية ، جاهلي ، وهو الذي كفل الطائي وكذلك في (مجمع الأمثال للميداني المثل ٣٦١ ص ٧١).
(٢٥) في الأصل : شريك.
(٢٦) لهذه القصة أكثر من رواية ، فهي في (الأغاني ٢٢ / ٨٩) تذكر أن الطائي الوافد على النعمان هو حنظلة بن أبي عفراء ، أو ابن أبي عفر ، وأن الذي كفله هو شريك بن عمرو أبو الحوفزان بن شريك ، وهي في (مجمع الأمثال للميداني المثل ٣٦١ ص ٧٠) تذكر أن الطائي هو حنظلة ، وأنه قد استجار بشريك بن عمرو بن قيس الشيباني أبي الحوفزان ، صاحب الردافة ، نديم النعمان ليكفله فأبى ، فوثب إليه قراد بن أجدع اللخمي وكفله ، وربما كان المصنف هنا ينقل رواية أخرى أو من الذاكرة فتخونه ، ويخلط بين الأسماء.
(٢٧) السموءل (... ـ نحو ٦٥ ق ه ـ ... ـ ٥٦٠ م) : هو السموءل بن غريض بن عادياء الأزدي ،