وأسر أيضا دريد بن الصمة (٤٠) وعامر بن الطفيل (٤١) وهؤلاء المذكورون جميعا من شجعان العرب المشاهير (٤٢).
__________________
(٤٠) دريد بن الصمة الجشمي البكري (... ـ ٨ ه) ـ (... ـ ٦٣٠ م) : من هوازن ، شجاع من الأبطال ، الشعراء ، المعمرين في الجاهلية ، كان سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم وغزا نحو مئة غزوة لم يهزم في واحدة منها ، وعاش حتى سقط حاجباه عن عينيه ، وأدرك الإسلام ولم يسلم ، فقتل على دين الجاهلية يوم حنين ، وكانت هوازن خرجت لقتال المسلمين فاستصحبته معها تيمنا به ، وهو أعمى ، فلما انهزمت أدركه ربيعة بن رفيع السلمي فقتله (الأعلام ٢ / ٣٣٩).
(٤١) عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامري (٧٠ ق. ه ـ ١١ ه) ـ (٥٥٤ ـ ٦٣٢ م) ، من بني عامر بن صعصعة ، فارس قومه ، وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم في الجاهلية ، ولد ونشأ بنجد ، وأدرك الإسلام شيخا ، فوفد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في المدينة بعد فتح مكة ، يريد الغدر به ، فلم يجرؤ عليه ، فدعاه إلى الإسلام ، فاشترط أن يجعل له نصف ثمار المدينة ، وأن يجعله ولي الأمر من بعده ، فردّه ، فعاد حنقا ، وسمعه أحدهم يقول : لأملأنها خيلا جردا ، ورجالا مردا ، ولأربطن بكل نخلة فرسا!! فمات في طريقه قبل أن يبلغ قومه (الأعلام ٣ / ٢٥٢).
(٤٢) لا شك عندي أن عمرو بن معديكرب الزبيدي صحابي بطل شجاع جليل ، والحرب سجال ، مرة له ومرة عليه ، وقد جاء في كتب الأدب بل في ديوانه نفسه أنه فرّ من عباس بن مرداس السلمي الذي أسر أخته ريحانة وفيها يقول :
أمن ريحانة الداعي السميع : |
|
يؤرقني وأصحابي هجوع |
وفيها قوله :
إذا لم تستطع شيئا فدعه |
|
وجاوزه إلى ما تستطيع |
وكذلك فرّ عن بني عبس وفيهم زهير بن جذيمة العبسي وولده شأس بن زهير ، وقيس بن زهير ومالك بن زهير فقال فيهم :
أجاعلة أم الثوير خزاية |
|
علي فراري إذ لقيت بني عبس |
وفيها يقول :
وليس يعاب المرء من جبن يومه |
|
إذا عرفت منه الشجاعة بالأمس |
ولكن المصنف روى لنا هنا أن عمرا قد أسر العباس بن مرداس السلمي ، وعنترة العبسي ، وغيره من الفرسان ، وليته أشار إلى المصادر التي استقى منها ، فأغنى معلوماتنا بها ، ولمزيد من الاطلاع يراجع (ديوان عمرو بن معديكرب الزبيدي تحقيق مطاع الطرابيشي ص ١٢٨ ـ ١٣٦ و١١٣ ـ ١١٥) ، و (الأغاني ١٥ / ٢٠٧ و٢٢٥ و٢٣٦) ، و (العقد الفريد ١ / ١٤٦ ، و٣ / ٤٠٦).