حصين ، أبناء حرملة (٣٨)؟ قال الخيار بن مرة : كل أولئك المذكورين أسرهم عمرو ، ومنّ عليهم بالفكاك ، وهم له شاكرون خائفون.
فقال له عمرو : فأنا عمرو ، إما أن تستأسر وإلا قتلتك.
فقبض الخيار بيده على سيفه ليقاتل ، فحمل عليه عمرو فطعنه حتى صرعه وشده وثاقا ، / فأقام معه محبوسا حتى استوهبه منه سنان بن حارثة (٣٩) ، فوهبه له.
__________________
أبو ليلى ، أشهر فتاك العرب في الجاهلية ، نشأ يتيما ، قتل أبوه وهو طفل ، وشبّ وفي نفسه أشياء من قاتل أبيه ، وآلت إليه سيادة غطفان بعد مقتل زهير بن جذيمة ، ووفد على النعمان بن المنذر (ملك الحيرة) فالتقى بقاتل أبيه (جعفر بن خالد سيد بني عامر) فتنازعا بين يدي النعمان ، فلما كان الليل أقبل الحارث على خالد وهو في مبيته فقتله ، فعلمت بذلك بنو عامر فجدّت في طلب الحارث ، فعاد إلى عشيرته من غطفان ، فهابوا شرّ بني عامر فلم يحموه ، فانصرف إلى حاجب بن زرارة التميمي ، فحماه مدة ثم لحق بعروض اليمامة ، وبلغه أن النعمان بعث إلى جارات له فسباهن ، فأتى حاضنة ابن النعمان ، فأخذه منها وقتله ، فطلبه النعمان فلجأ إلى بني شيبان قليلا ، ورحل إلى طيئ ، وكانت له في كل حيّ يأوي إليه حادثة ، فتحامت قبائل العرب شره ونشبت من أجله معارك كثيرة ، ورحل عن طيئ فجاور بني دارم ، فحموه ، فغزاهم الأحوص فانهزموا ، وانطلق الحارث يطوف في البلاد ، حتى أتى الشام فقتل في حوران (الأعلام ٢ / ١٥٥).
(٣٨) هاشم بن حصين أبناء حرملة : ليس في (الأعلام ٨ / ٦٤): (حصين أبناء) وإنما هو فيه : هاشم بن حرملة بن الأشعر المري من بني مرة بن عوف بن ذبيان ، من فرسان الجاهلية ، كان رئيس بني مرة بن عوف ، وهو الذي قتل معاوية بن عمرو السلمي (أخا الخنساء) من أجل امرأة ، ثم قتل صخر السلمي دريدا أخا هاشم بثأر معاوية ، ثم لقي قيس بن الأسوار الجشمي هاشما فكمن له فقتله.
(٣٩) سنان بن حارثة : هو سنان بن أبي حارثة المري من غطفان ، أحد أجواد العرب وقضاتهم المحكمين ، في الجاهلية ، عنفه قومه على كثرة عطاياه ، فركب ناقة ولم يرجع ، فسمّته العرب (ضالة غطفان) ، وكان في عصر النعمان بن المنذر ، قبيل الإسلام (الأعلام ٣ / ١٤١).