فإن أك في الغداة أسير قيد |
|
أسيرا في وثاق بني زبيد |
أقاصي معصلا من غل شعري |
|
فقلبي ما ألج على دريد (٣٣) |
وقبل اليوم ما أمسيت خلوا |
|
عزيز النفس ملزوما بقيد |
أبيّا تصبح الأملاك عندي |
|
من الأنكال في شوق وأيد (٣٤) |
وكذلك أسر الخيار بن مرة المزني ، وذلك أنه وجده (٣٥) راكبا على ناقة وهو يترنم بأبيات ، فقال له عمرو : من أنت أيها الراكب؟ فقال : أنا الخيار بن مرة.
وقد كان بينه وبين عمرو ضغائن قديمة ، ولم يعرف أحدهما الآخر ، فلما عرفه بنفسه عرفه عمرو ، فقال له : ما أمرك وأمر عمرو بن معدي كرب في هذه المدة؟ قال : أغار علينا ، وقتل رئيسنا ، وأنا غائب ، ونفسي تحدثني بالمغاث عليه الآن.
قال : أما في قومك من هو أولى منك بذلك؟ قال : لا.
قال : فابن سنان بن حارثة (٣٦) ، والحارث بن ظالم (٣٧) ، وهاشم بن
__________________
(٣٣) أقاصي : أباعد. معصلا : المعصل : المشدّد على غريمه ، ودريد هنا هو دريد بن الصمة ، وأمه ريحانة أخت عمرو بن معديكرب الزبيدي ، وقيل : إن ريحانة أخت دريد وهي حبيبة عمرو ، تعلق بها وأغار عليها ثم التمس من دريد أن يتزوجها فأجاب (ديوان عمرو بن معديكرب ١٢٧).
(٣٤) الأيد : القوة والصلابة.
(٣٥) في الأصل : وجد.
(٣٦) ابن سنان بن حارثة : لسنان بن حارثة ولدان : أحدهما خارجة بن سنان وهو أنبه من أخيه هرم بن سنان ، حتى سخر الله لهرم زهيرا ، فظهر وخفي خارجة ، ولا ندري أيهما أراد ، وقد توفي هرم بن سنان نحو (١٥ ق ه ـ ٦٠٨ م) وهو ابن سنان بن أبي حارثة المري ، من مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان ، من أجواد العرب في الجاهلية ، يضرب به المثل ، وهو ممدوح زهير بن أبي سلمى ، مدحه وابن عمه الحارث بن عوف بن أبي حارثة بدخولهما في الإصلاح بين عبس وذبيان ، ومات هرم قبل الإسلام. (الأعلام ٨ / ٨٢).
(٣٧) الحارث بن ظالم (... ـ نحو ٢٢ ق ه ـ نحو ٦٠٠ م) : هو الحارث بن ظالم بن قيس المري