عبد الله بن أحمد بن عوام اليوسفي العوامي أن أحدهم كان مسكنه بالعنبرة (٥٧) عند ساحل البحر ، مزارعه متصلة بمزارع قرية الحجوف (٥٨) المنسوبة إلى الأشاعر فانتقل منها إلى سر (٥٩) ، وأقام فيها مدة طويلة ، ثم انتقل إلى هذه البلدة المسماة بالثجة (٦٠) ، ولم يكن فيها مساكن ، فحصل استئناس بعضهم ببعض ، وكثرت الرجال ، وعمرت فيها الأرض في السهول والجبال.
فهذه جملة ما سمعنا في أمر بلد بني غليس ، ولا أعلم باتصال نسبهم بعضهم ببعض ، واسم غليس أيضا لم أقف عليه في تاريخ ، ولا رويت هذا الاسم إلا للفقهاء أصحاب ذي بديهة في موضع في حد فلشط في بلد بني شعيب (٦١) ، وسيأتي ذكره في الفصل الذي بعد هذا عند ذكر فقهاء وصاب إن شاء الله تعالى. وقد
__________________
(٥٧) العنبرة : قرية بسواحل زبيد ، منها علي بن مهدي الحميري الخارج بزبيد ، والمستولي على نواح كثيرة من اليمن (معجم البلدان ٤ / ١٦١) ، وهي بلدة خربة في وادي زبيد ، منها علي بن مهدي الرعيني الحميري الذي استولى على نواح كثيرة في تهامة وفي اليمن الأسفل (البلدان اليمانية ٢٠٠).
(٥٨) الحجوف : قرية من قرى وادي زبيد في أسفل الحل أقرب القرى إلى ساحل البحر كما ورد في متن هذا الكتاب.
(٥٩) السر : من مخاليف اليمن ومقابله مرسى للبحر (معجم البلدان ٣ / ٢١١) ، و (البلدان اليمانية ١٣٨).
(٦٠) الثجة : من مخاليف اليمن بينه وبين الجند ثمانية فراسخ ، وكذلك بينه وبين السحول (معجم البلدان ٢ / ٧٤) ، وهي بلدة خربة كانت في السفح الشرقي الجنوبي لجبل التعكر من عزلة المكتب. وأعمال ذي جيلة (البلدان اليمانية ٥٩).
(٦١) أصحاب ذي بديهة في موضع حد فلشط في بلد بني شعيب : بنى الشيخ علي بن محمد غليس العريقي ثلاث مدارس في مخلاف بني شعيب في وصاب ، إحداها مدرسة المدير في ظفران ، والثانية مدرسة الأحجور وكان يسكن هو وأخوه عمر بن محمد غليس في قرية الهجر بالقرب من جبل العنين ، (المدارس الإسلامية في اليمن ٢٣ ، ٣٩٣). وظفران حصن في جبل وصاب باليمن قرب زبيد ، وحصن في نواحي الكاد باليمن أيضا (معجم البلدان ٤ / ٦١) ، وظفران حصن في مخلاف القائمة من وصاب العالي كما في (البلدان اليمانية ١٨٠) ، وبهذا يتبين أن اسم غليس هو الصواب هنا وليس عليش.