اليمن والشام ، وانتفع بها الخاص والعام ، وشرح المهذب أيضا شرحا كاملا ، ومات رحمه الله تعالى ، وعاد الشرح كراريس لم يجلد ، فتنازع الورثة في الميراث ، وتحاسدوا عليه ، فأخذ بعضهم الكتب وطرحها في الماء ، فتلفت ، ولم يدرك منها شيء إلا بعض ألفاظ يسيرة من الشرح ، كانت معلقة في كتب بعض الدرسة.
ومنهم القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن عمر الحبيشي (٦٧) كانت إقامته في قرية الجرق في غربي جعر ، كان أعلم أهل زمانه إماما فصيحا بارعا حافظا ، صنف النظم والبيان في الفقه ، نظمه على قافية النون من أوله إلى آخره ، فصارت أبياته اثني عشر ألف بيت ومئتين ، وله في غير الفقه تصانيف كثيرة.
ومنهم ولده الفقيه الصالح جمال الدين محمد بن عبد الرحمن (٦٨) ، كان أيضا إماما عارفا تقيا صنف عدة من التصانيف منها كتاب (البركة في فضل (٦٩) السعي والحركة ، وما ينجي بإذن الله من الهلكة) ، قال في خطبة الكتاب المذكور : أرجو أن من حصّل ما فيه مع كتاب التنبيه (٧٠) ، استحق أن يدعى
__________________
بقوة الحجة في الجدل والمناظرة ، وبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية على شاطئ دجلة ، فكان يدرس فيها ويديرها ، عاش فقيرا صابرا ، وكان حسن المجالسة ، طلق الوجه ، فصيحا مناظرا ، ينظم الشعر ، وله تصانيف كثيرة. مات ببغداد وصلى عليه المقتدى العباسي (الأعلام ١ / ٥١).
(٦٧) عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن عبد الله بن سلمة الحبيشي أبو محمد (... ـ ٧٨٧ ه) ـ (... ـ ١٣٨٥ م) : قاض من فقهاء الشافعية باليمن ، ولي القضاء في جهة أصاب ، له مصنفات (الأعلام ٣ / ٣١٩).
(٦٨) محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن عبد الله أبو حامد جمال الدين الحبيشي الوصابي : (٧١٢ ـ ٧٨٦ ه) ـ (١٣١٢ ـ ١٣٨٤ م) ، فقيه شافعي يماني ، نسبته إلى وصاب قرب زبيد. (الأعلام ٦ / ١٩٣).
(٦٩) كلمة فضل : ليست في الأصل ، وما أثبت من (الأعلام ٦ / ١٩٣).
(٧٠) التنبيه هو لأبي إسحاق الشيرازي : وقد شرحه جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر الريمي الحثيثي الملقب جمال الدين النزاري فحمل هذا الشرح إلى الملك الأشرف في