ذكر الجندي في تاريخه (٧٦) أنه اجتمع جماعة من فقهاء وصاب إلى العنيني (٧٧) لقراءة (يس) (٧٨) كما يعتاد / في الجامع وابنا غليس المذكوران بينهم ، فبينما الناس في التلاوة نزلت من الجو ورقة خضراء ، وقعت بين الجمع ، مكتوب فيها ، هذه براءة لعمر وعلي من النار (٧٩).
ومنهم الفقيه الأوحد ، العالم الأمجد صالح بن محمد السوادي ، كانت إقاسته في ذي حمد ، كان رجلا مشهورا في العلم والصلاح في جميع البلدان ، يلتمس منه الدعاء ويقصده الناس من كل مكان.
ومنهم الفقيه العابد الصالح الزاهد طاهر بن عبد الله السوادي أيضا ، كانت إقامته في ذي حمد ، وهو من قرابة الفقيه المذكور أولا ، كان عارفا فقيها مجتهدا متصديا للفتوى والتدريس انتفع به العباد. وجاءت إليه طلبة العلم من كل البلاد.
__________________
والعراق ، وجاور في المساجد الثلاثة وكانت لديه دنيا واسعة ، ابتنى ثلاث مدارس في وصاب ووقف عليها من ماله ومال أخيه عمر ، وأجلب لها كتبا كثيرة ووقفها. توفي علي بن محمد لبضع عشرة وست مئة ، وقال الحبيشي في الاعتبار سنة ٥٩٦ ه وقيل ٥٩٧ ه. (المدارس الإسلامية في اليمن ٢٣ ـ ٢٤) ، و (طبقات الخواص ١٠٣ ـ ١٠٤).
(٧٦) الجندي في تاريخه : الجندي (... ـ ٧٣٢ ه) ـ (... ـ ١٣٣٢ م) : محمد بن يوسف بن يعقوب ، أبو عبد الله بهاء الدين الجندي : من ثقات مؤرخي اليمن ، من أهل الجند (بينه وبين صنعاء ٥٨ فرسخا) ، ولي (الحسبة) بعدن ، واشتهر بكتابه (السلوك في طبقات العلماء والملوك) ، ويعرف بطبقات الجندي (الأعلام ٧ / ١٥١).
(٧٧) في الأصل : العنين ، والصواب العنيني كما أثبت في المتن ، وكما بينت ذلك في التعليق ٧٤ الآنف الذكر في هذا الباب.
(٧٨) يس : أي سورة يس ، وهي السورة السادسة والثلاثون في القرآن الكريم.
(٧٩) ورد هذا الخبر أيضا في (طبقات الخواص ص ١٠٣ ـ ١٠٤) ، ولكن هذه الأخبار يصعب تصديقها إذا لم يتحقق من صحة وقوعها وصدق من رواها وتوثيقهم ، ولا سيما أنها أخبار غيبية عن الله تعالى ، لا تؤخذ عن طريق الشطحات والأوهام.