صنعاء إلى حضرموت إلى ما حاذى ذلك من الجهات. من جعل سهيلا إذا طلع خلف أذنه اليمنى فقد استقبل القبلة.
ومن النجوم الشهيرة اليمانية أيضا الشّعرى العبور (٣٦) واسمها عندنا الباجس ، وقد وقفت على كلام لبعض العلماء في طلوع هذين النجمين ، فنظمت في معناه هذين البيتين وهما : [الطويل]
إذا ما مضى خمس وعشرون ليلة |
|
بشهر حزيران طلوع لباجس |
ويطلع سهيل يوم سابع عشره |
|
بتموز مهما طاب تمر المغارس (٣٧) |
ومن النجوم اليمانية الذراع (٣٨) ومنها السماك (٣٩) ، وهذا سر من الأسرار الغريبة ، ومن العجائب العجيبة لكون اليمن جزءا يسيرا بالنسبة إلى جميع الأرض ، ونصف النجوم المشهورة منسوبة إليه.
__________________
(٣٦) الشعرى : كوكب نيّر يقال له : المرزم ، يطلع بعد الجوزاء ، وطلوعه في شدة الحر ، تقول العرب : إذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى ، وهما الشعريان : العبور التي في الجوزاء ، والشعرى الغميصاء التي في الذراع ، تزعم العرب أنهما أختا سهيل. وعبد الشعرى العبور طائفة من العرب في الجاهلية ويقال : إنها عبرت السماء عرضا ، ولم يعبرها عرضا غيرها ، فأنزل الله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) وسميت الأخرى الغميصاء ؛ لأن العرب قالت في حديثها : إنها بكت على إثر العبور حتى غمصت أي سال غمصها ، والغمص وسخ يجتمع في طرف العين.
(٣٧) (ويطلع) هكذا ، سكّن الآخر لضرورة الشعر.
(٣٨) الذراع : منزل للقمر وهو ذراع الأسد المبسوطة ، وللأسد ذراعان مبسوطة ومقبوضة وهي التي تلي الشام والقمر ينزل بها ، والمبسوطة تلي اليمن وهو أرفع في السماء وأمد من الأخرى وربما عدل القمر فنزل بها ، تطلع لأربع يخلون من تموز وتسقط لأربع يخلون من كانون الأول (القاموس).
(٣٩) السماك : الأعزل والرامح نجمان نيّران أو هما رجلا الأسد (القاموس).