قلت : ومن العجب من الكلاعي كيف عدد حصون اليمن ومدائنه وسكت عن مدينة زبيد ، وهي من أحسن مدائن اليمن المعدودات ، وفيها إقامة الملوك ، ومن واديها ونخلها وثمراتها وأعمالها تستخرج الآلاف واللكوك (١١٩). وفيها من العلم والعلماء ما يروي العطشان من شدة الظمأ. وفي أعمالها ونواحيها من القرى الكبار ما هو مشهور معظم كبيت الفقيه (١٢٠) والقحمة (١٢١) والمحالب (١٢٢) والمهجم (١٢٣) ، وخيرات هذه الجهات معروفة ومنافعها موصوفة.
__________________
في العتق والنفاسة ، وهي إحدى جنان اليمن ، وهي في أسفل جبل ذخار مشتق منه نهران في وسط الغولة ، وهي شبام كوكبان المعروف قديما بشبام ذخار أو شبام ذي أقيان ويبعد عن صنعاء غربا بشمال نحو أربعين كيلومترا ، ومياهه تنحدر إلى وادي سردد ، وفيه شجر وعيون (الإكليل ٨ / ١٠٣ ـ ١٠٥ ومعجم البلدان ٣ / ٣١٨ والبلدان اليمانية ١٥٠).
(١١٩) الآلاف واللكوك : هكذا في الأصل ، وقد تكون اللكوك جمع لك ، واللك : الخلط واللحم كاللكيك ، وهو أيضا صبغ أحمر تصبغ به جلود المعزى للخفاف وغيرها ، واللك بالضم ثفله يركب به النصل في النصاب ، واللك واللكة عصارته التي يداوى بها الخفقان واليرقان والاستسقاء ، وأوجاع الكبد والمعدة والطحال والمثانة ويهزل السمان ، ويصبغ به إذا طبخ واستخرج صبغه ، وهو أيضا ما ينحت من الجلود المصبوغة فتشد به نصب السكاكين.
(اللسان ، القاموس ، الصحاح ، التاج).
(١٢٠) بيت الفقيه : في جنوبي الحديدة وعلى بعد اثنتي عشرة ساعة ، وهي مبنية على تل مرتفع ، وهواؤها وماؤها أجود ما في مدن تهامة ، وفي جنوبيها وعلى بعد ست ساعات تقع مدينة زبيد (رحلتي إلى اليمن ٨٦).
(١٢١) القحمة : بليدة قرب زبيد ، وهي قصبة وادي ذوال ، بينها وبين زبيد يوم واحد من ناحية مكة ، وهي للأشاعرة فيها خولان وهمدان ، وهي بلدة عامرة بجوار مدينة بيت الفقيه من تهامة ، وهي على الساحل شمال جيزان (معجم البلدان ٤ / ٣١١) و (البلدان اليمانية ٢١٧).
(١٢٢) المحالب : بليدة وناحية دون زبيد من أرض اليمن وهي بلدة خاربة جنوب وادي مور على مقربة من سوق بجيلة في بلاد الزعلية (معجم البلدان ٥ / ٥٩ والبلدان اليمانية ٢٤٦).
(١٢٣) المهجم : بلد وولاية من أعمال زبيد باليمن ، وهي مدينة خاربة قبالة الزيدية من جهة الشرق ، بينها وبين زبيد ثلاثة أيام ، ويقال لناحيتها : خزاز ، وأكثر أهلها خولان من أعلاها وأسافلها وشمالها بعد السّردد (معجم البلدان ٥ / ٢٢٩ ، والبلدان اليمانية ٢٦٧).