الثمرة الثالثة
في حالات الإمام وكيفيّاته وعلاماته
في الكافي عن الحكم بن عتيبة (١) قال : دخلت على علي بن الحسين عليهالسلام يوما فقال : يا حكم هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب عليهالسلام يعرف قاتله بها ويعرف بها الامور العظام التي كان يحدّث بها الناس.؟ قال الحكم فقلت في نفسي : قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين عليهماالسلام أعلم بذلك تلك الامور العظام. قال : فقلت : لا والله لا أعلم ، ثمّ قلت الآية تخبرني بها يا بن رسول الله. قال : هو والله قول الله (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) (٢) ولا محدّث وكان علي بن أبي طالب عليهالسلام محدثا. فقال رجل يقال له عبد الله بن زيد كان أخا لعلي لامّة : سبحان الله محدثا! كأنه ينكر ذلك. فأقبل عليه أبو جعفر فقال : أما والله إن ابن أمّك بعد قد كان يعرف ذلك. قال : فلمّا قال ذلك سكت الرجل ، فقال : هي التي هلك فيها أبو الخطّاب (٣) فلم يدر ما تأويل المحدّث والنبي(٤).
وفي البحار عن أبي عبد الله عليهالسلام : كان علي محدّثا وكان سلمان محدثا. قبل فما آية المحدث؟ قال : يأتيه ملك فينكت كيت وكيت (٥).
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام : إنّ عليّا كان محدّثا. فخرجت إلى أصحابي فقلت لهم : جئتكم بعجيبة. قالوا : ما هي؟ قلت : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : كان علي محدّثا. فقالوا : ما صنعت شيئا ، ألا سألته من يحدثه.؟ فرجعت إليه فقلت له : إنّي حدّثت أصحابي بما حدثتني فقالوا : ما صنعت شيئا ألا سألته من يحدثه؟ فقال لي : يحدثه ملك. قلت : فنقول إنّه نبي. قال : فحرّك يده هكذا ثمّ قال أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين ، أو ما بلغكم
__________________
(١) في المصدر : عتبة وهو وهم.
(٢) الحج : ٥٢.
(٣) «هو محمد بن مقلاص الأسدي كان غاليا ملعونا ، كان يقول إن الأئمة أنبياء لمّا سمع أنهم محدّثون ، ولم يفرق بين النبي والمحدّث ، ثم عدل عنه وكان يقول إنهم آلهة» عن الملل والنحل للشهرستاني.
(٤) الكافي : ١ / ٢٢٩ باب ٥٤ ح ٢.
(٥) البحار : ٦ / ٦٧ باب ٢ ح ٤.