الفرع الثامن
إخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمّة عليهمالسلام
وقيام القائم عجل الله فرجه
في البحار عن كتاب المقتضب : أجلي الفرس عن القادسية وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه ، وظنّ أنّ رستم قد هلك والفرس جميعا ، وجاء مبادرا وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل ، فخرج يزدجرد هاربا في أهل بيته ووقف بباب الإيوان وقال : السلام عليك أيّها الإيوان ، ها أنا ذا منصرف عنك وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه.
قال سليمان الديلمي فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فسألته عن ذلك وقلت له ما قوله : «أو رجل من ولدي»؟ قال : ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عزوجل السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو ولده (١).
في إثبات الهداة للشيخ حرّ العاملي رحمهالله عن هشام بن سعد الرجال قال : إنّا وجدنا حجرا بالإسكندرية مكتوبا فيه : أنا شداد بن عاد ، أنا الذي شيد عماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، إلى أن قال : وكنزت كنزا في البحر على اثني عشر ميلا لن يخرجه أحد حتّى يخرجه قائم آل محمّد(٢).
وفي البحار عن الشعبي : إنّ عبد الملك بن مروان دعاني فقال : يا أبا عمرو إنّ موسى بن نصير العبدي كتب إليّ ـ وكان عامله على المغرب ـ يقول : إنّ مدينة من صفر كان ابتناها نبي الله سليمان بن داود ، أمر الجن أن يبنوها له فاجتمعت العفاريت من الجن على بنائها ، وإنّها من عين القطر التي ألانها الله لسليمان بن داود ، وإنّها في مفازة الأندلس ، وإنّ فيها من الكنوز التي استودعها سليمان ، وقد أردت أن أتعاطى الارتحال إليها ، فأعلمني الغلام بهذا الطريق أنّه صعب لا يتمطى إلّا بالاستعداد من الظهور والأزواد الكثيرة مع بعد المسافة وصعوبتها ،
__________________
(١) البحار : ٥١ / ١٦٣ ، والمقتضب : ٤٠.
(٢) كمال الدين : ٣٠٧.