الفرع الثاني
أخبار تولّده عجل الله فرجه
في إرشاد المفيد : كان الإمام القائم عليهالسلام بعد أبي محمد ابنه المسمّى باسم رسول الله صلىاللهعليهوآله المكنّى بكنيته ، ولم يخلف أبوه ولدا ظاهرا ولا باطنا غيره ، وخلّفه غائبا مستترا وكان مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وأمّه أمّ ولد يقال لها نرجس ، وكان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين ، آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين ، وآتاه الله الحكمة كما آتاها يحيى صبيا ، وجعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى ابن مريم في المهد نبيّا ، وله قبل قيامه غيبتان : إحداهما أطول من الاخرى كما جاءت بذلك الأخبار ؛ فأمّا القصرى منهما منذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة ، وأمّا الطولى فهي بعد الاولى وفي آخرها يقوم بالسيف ، قال الله عزوجل (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (١) وقال جلّ اسمه (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (٢) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لن تنقضي الأيّام والليالي حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (٣).
وفي البحار عن محمّد بن عبد الله المطهري قال : قصدت حكيمة بنت محمد بعد مضيّ أبي محمد أسألها عن الحجّة وما قد اختلفت فيه الناس من الحيرة التي هم فيها. فقالت لي : اجلس ، فجلست ، ثمّ قالت لي : يا محمد إنّ الله تبارك وتعالى لا يخلي الأرض من حجّة ناطقة أو صامتة ، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام تفضيلا للحسن والحسين وتمييزا لهما أن يكون في الأرض عديلهما ، إلّا أنّ الله تبارك وتعالى خصّ ولد الحسين
__________________
(١) سورة القصص : ٥.
(٢) سورة الأنبياء : ١٠٥.
(٣) الإرشاد : ٣٤٦ باب ذكر الإمام القائم.