ريحانة معطّرة من ثمرة هذا الفرع
جعلتها التحفة لمن زار الرضا عليهالسلام
وتمسّك بعروة الله الوثقى
في دار السلام للمحدّث النوري رحمهالله عن المعتمد المؤتمن آقا محمد التاجر عن نور الدين محمد قال : لمّا كنت في البندر (١) المسمّى بريك مشغولا بتجهيز سفر البحر ، والسير إلى بندر كنك أحد البنادر المعمورة ، حدّثني جماعة كثيرة عن رجل ثقة معتمد من أهل گيلان ، وكان يتردّد في البلاد للتجارة قال : دخلت مرّة في سفر الهند وبقيت في البنگالة قريبا من ستّة أشهر ، وكان بجنب حجرتي التي كنت فيها حجرة كان فيها رجل غريب ، وكان في تمام أوقاته متحيّرا مستغيثا باكيا مهموما متفكّرا ، لا يفتر عن حزنه ساعة.
فلمّا رأيت كثرة بكائه وعويله وخروجه عن العادة عزمت على استكشاف حاله ، فأنست به بلسان ذلق وكلام ليّن فوجدته ضعيفا نحيفا قد تحلّلت قواه ودقّ عظمه ورقّ جلده ، فسألته عن طول حزنه ودوام بكائه وهمومه فأبي فألححت عليه فقال : جمعت في اثنتي عشرة سنة قبل ذلك أموالا وأمتعة نفيسة وحملتها في السفينة مع جماعة عازما على التجارة ، فلمّا توسّطنا البحر والسفينة تجري بريح طيّبة ومضى علينا عشرون يوما ، إذ أتتنا ريح عاصف وبلاء مبرم فانكسرت السفينة وغرقت الأموال والنفوس ، وتعلّقت بلوح من ألواحها والريح تلعب به يمينا وشمالا إلى أن وقع بصري على جزيرة ، فسكن خاطري وقرّت عيني ، والموج يلطمني لطمة بعد لطمة إلى أن طرحني في الساحل فسجدت لله تعالى شكرا.
ورأيت جزيرة مونقة معشوشبة خالية عن جنس البشر ، فبقيت مدّة اعتلف من كلائها في اليوم ، وأبيت على الأشجار خوفا من السباع الضارية ، ومضى عليّ كذلك سنة فاتفق أنّي كنت يوما مشغولا بالوضوء على عين ماء ، فرأيت فيها عكس صورة امرأة ، فرفعت رأسي
__________________
(١) كلمة فارسية الأصل تعني المرفأ.