العطش الشديد ، أو كظل شجرة عظيمة في القفر ، فلا ينصدع يومئذ العيون وتقرب الآذان بالسماع والقلوب بالإدراك ، ويتكلّم ويفصح الأخرس ولا يأتم الجاهل الغبي ولا يستعظم المنافق الشقي ، إلى قوله : فيمهد للمنافق بئس الأوقات وأسوأ الساعات ؛ لأنّ فكره دائما لإضاعة الحقوق وتكلّمه بكلمات لأذيّة المظلوم.
فانظر أيّها المنصف بما صرّح في المقام من قرب أولاد السلاطين بمحضره وديوانه ، من أنّ ذلك اليوم رجعة الأئمّة الاثني عشر وفرار الليوياتان ، فإنّه وصف المنافقين به ومن كونه باتّفاق رفيقه منبعثا لإضاعة حقوق المظلومين ، ومصاديق هذه البشارات كلّها ظاهرة ومنطبقة على الأوّل والثاني ، وائتلافهما شدّة الائتلاف وما سنح منها. وكذا ما ذكر في آخر السيمان الحادي عشر (١) بعد اخباره عن آخر الزمان من قوله : إنّ نور الله يقوم لديوان المساكين وينتقم للمظلومين ، متحزم بالايمان ومستظهر بالعدل ، يرعى في زمانه الذئب والشاة على المرعى ، والنمر والمعز يتراكضان معا ، والأسد والبقر يأكلان معا ، ويدخل الرضيع يده في جحر الحشرات والحيات (٢).
البشارة السادسة والعشرون
فيه : ما أخبر به شعيا في آخر السيمان الثاني والأربعين من كتابه : ألا أنبئكم بحدث الأخبار وأعلمكم بها قبل وقوعها ، ستقرون وتثنون لنور الله ثناء جديدا ، ومنتهى الأرض في البحر والجزائر عند سكنة تلك الجزائر (٣) ، والمراد من الجزائر والبحر ما في أخبار الشيعة من كون القائم في منتهى الأرض في بحر المغرب وجزائر الخضراء.
البشارة السابعة والعشرون
فيه : ما أخبر به شعيا في السيمان التاسع والأربعين من قوله : ولقد سمع الله دعاءك وقد حميتك وأوثقتك لامّة لإحيائك ، وتصرّفك المواريث المنتهية وإخراجك المحبوسين المقيّدين ، وبشائرك بظهور من كان مبتلى بظلمة الغيبة (٤).
__________________
(١) العهد القديم كتاب أشعيا : ١٠٢١ باب ١١.
(٢) كما تقدّم.
(٣) العهد القديم ، كتاب أشعيا ، الباب الثاني والأربعون : ١٠٦٠ ط. لندن ـ فارسي. كمال الدين : ١٥٨ عن بشارة عيسى. وبحار الأنوار : ٥٣ / ٢٧٦.
(٤) العهد القديم ، كتاب أشعيا : ١٠٦٩ باب ٤٩.