المقرون الحاجبين ، صاحب الناقة والحمار والقضيب والتاج يعني العمامة.
ثمّ ذكر مبعثه ومولده وهجرته صلىاللهعليهوآله ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه وكم يعيش وما تلقى أمّته بعده ، إلى أن ينزل عيسى ابن مريم من السماء (١) ، فذكر في ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل ، هم خير خلق الله وأحبّ من خلق الله إلى الله ، وأن الله وليّ من والاهم وعدوّ من عاداهم ، من أطاعهم اهتدى ومن عصاهم ضلّ ، طاعتهم لله طاعة ومعصيتهم لله معصية ، مكتوب بأسمائهم وأنسابهم ونعتهم ، وكم يعيش كلّ رجل منهم ، وكم رجل منهم يستتر بدينه ويكتمه من قومه ، ومن يظهر حتّى ينزل عيسى على آخرهم فيصلّي خلفه ويقول : إنّكم الأئمّة لا ينبغي لأحد أن يتقدّمكم ، فيتقدّم فيصلّي بالناس وعيسى خلفه في الصف الأوّل ، وهو أفضلهم وأخيرهم ، له مثل اجورهم ونور من أطاعهم واهتدى بهم : بسم الله الرّحمن الرحيم أحمد رسول الله وهو محمد ويس والفتاح والخاتم والحاشر والعاقب والماحي والقائد هو نبي الله وخليل الله وحبيب الله وصفيّ الله وخيرته يرى تقلّبه في الساجدين ، يعني في أصلاب النبيّين ، هو أكرم خلق الله على الله وأحبّهم إليه لم يخلق الله خلقا ملكا مقرّبا ولا نبيّا مرسلا آدم فمن سواه خيرا عند الله منه ولا أحب إلى الله منه ، يقعده الله يوم القيامة على عرشه ويشفّعه في كلّ من يشفع فيه ، باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ.
ثمّ أخوه ووزيره وخليفته وأحبّ من خلق الله إلى الله بعده ، ابن عمّه علي بن أبي طالب ولي كلّ مؤمن بعده ، ثمّ أحد عشر رجلا من ولده وولد ولده ؛ أوّلهم شبر والثاني شبير وتسعة من ولد شبير واحدا بعد واحد ، آخرهم الذي يصلّي عيسى خلفه يسمّيه من يملك منهم ومن يستتر بدينه ومن يظهر ، فأوّل من يظهر منهم يملأ جميع بلاد الله قسطا وعدلا ، ويملك ما بين الشرق والغرب حتّى يظهره الله على الأديان كلّها ، فبعث النبي وأبي حي فصدّق به وآمن به وشهد أنّه رسول الله ، وكان شيخا كبيرا ، لم يكن به شخوص فمات وقال : يا بني إنّ وصي محمّد وخليفته الذي اسمه في هذا الكتاب ونعته سيمرّ بك ، إذا مضى ثلاثة من أئمّة الضلالة والمسمّين بأسمائهم وقبائلهم ، فإذا مرّ بك فاخرج إليه فبايعه وقاتل معه عدوّه فإنّ الجهاد معه كالجهاد مع محمّد ، والموالي له كالموالي لمحمد والمعادي له كالمعادي
__________________
(١) في المصدر : وما تلقى أمّته من بعده من الفرقة والاختلاف وفيه تسمية كل إمام هدى وإمام ضلالة.