زكية ، خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل أو نهار ، ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلّا حشره الله عزوجل معه وكان شفيعه في آخرته ، وفرّج الله عنه كربه ، وقضى بها دينه ويسّر أمره وأوضح سبيله وقوي على عدوّه ولم يهتك ستره. فقال له أبي : وما هذه الدعوات يا رسول الله؟ قال : تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد : اللهمّ إنّي أسألك بكلماتك ومعاقد عزّك وسكّان سماواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي ، فقد رهقني من أمري عسرا ، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي فرجا من عسري ويسرا ومخرجا ، فإنّ الله عزوجل يسهّل أمرك ويشرح صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلّا الله عند خروج نفسك.
قال له أبي : يا رسول الله فما هذه النطفة في صلب الحسين عليهالسلام؟ قالصلىاللهعليهوآله : مثل هذه النطفة كمثل القمر وهي نطفة تبيين وبيان (١) ، يكون من اتّبعه رشيدا ومن ضلّ عنه غويا. قال : فما اسمه وما دعاؤه؟ قال : اسمه علي ودعاؤه : يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم يا كاشف الغمّ ويا فارج الهمّ ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد ، من دعا بهذا الدعاء حشره الله مع علي بن الحسين وكان قائده إلى الجنّة. قال له أبي : يا رسول الله فهل له من خلف ووصي؟ قال صلىاللهعليهوآله : نعم له مواريث السماوات والأرض. قال : وما معنى مواريث السماوات والأرض؟ قال صلىاللهعليهوآله : القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الأحكام وبيان ما يكون. قال : فما اسمه؟
قال : محمد وإنّ الملائكة لتستأنس به في السماوات ويقول في دعائه : اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي وطيّب ما في صلبي ، فركّب الله عزوجل في صلبه نطفة مباركة زكية ، وأخبرني أنّ الله طيّب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفرا وجعله هاديا وراضيا ومرضيا ، يدعو ربّه فيقول في دعائه : يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين ، اجعل لشيعتي من النار وقاء ، ولهم عندك رضى واغفر ذنوبهم واستر عيوبهم ويسّر امورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم ، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم ، يا من لا يخاف الضيم ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، اجعل لي من كلّ غمّ فرجا. من دعا بهذا الدعاء حشره الله أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنّة.
يا أبي إنّ الله ركب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيّبة أنزل عليهما الرحمة وسمّاها
__________________
(١) في العيون : وهي نطفة بنين وبنات.