ذلك ، وعنده محمد بن شهاب الزهري قال : ما ترى في هذا الأمر العجيب؟ فقال الزهري : أرى وأظنّ أنّ جنّا كانوا موكلين بما في تلك المدينة ، حفظة لها ، يخيلون إلى من كان صعدها ، قال عبد الملك : فهل علمت من أمر المنادي من السماء شيئا؟ قال : أله عن هذا يا أمير المؤمنين. قال عبد الملك : كيف ألهو عن ذلك وهو أكبر أقطاري؟ لتقولن بأشد ما عندك في ذلك ساءني أم سرّني. فقال الزهري : أخبرني علي بن الحسين عليهالسلام أنّ هذا المهدي عجل الله فرجه من ولد فاطمة بنت رسول الله ، فقال عبد الملك : كذبتما لا تزالان ترحضان في بولكما وتكذبان في قولكما ، ذلك رجل منّا.
قال الزهري : أما أنا فرويته لك عن علي بن الحسين عليهالسلام ، فإن شئت فاسأله عن ذلك ولا لوم علي فيما قلته لك ، فإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يقول.
فقال عبد الملك : لا حاجة بي إلى سؤال بني أبي تراب ، فخفض عليك يا زهري بعض هذا القول فلا يسمعه منك أحد. قال الزهري : لك عليّ ذلك (١).
__________________
(١) مقتضب الأثر : ٤٤ والبحار : ٥١ / ١٦٤.