نوائح ، وقول أمّ كلثوم : لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي بالناس فأبى عليها ، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف أنّ ابن ملجم قاتله بالسيف ، كان هذا ممّا لم يجز تعرّضه. فقال : ذلك كان ولكنّه خيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عزوجل(١).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله وفي كفنه ودخوله في قبره قلت : يا أباه والله ما رأيتك منذ اشتكيت بأحسن منك اليوم ، ما رأيت عليك أثر الموت فقال : يا بني أما سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام ينادي من وراء الجدار : يا محمّد ، تعال عجّل (٢).
في الكافي عن أبي جعفر عليهالسلام نزل جبرئيل برمّانتين من الجنّة من الجنّة فلقيه علي عليهالسلام فقال : ما هاتان الرمّانتان اللتان في يدك؟ فقال : أمّا هذه فالنبوّة ليس لك فيها نصيب وأمّا هذه فالعلم ثمّ فلقها رسول الله بنصفين فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله نصفها ثمّ قال : أنت شريكي فيه. قال : فلم يعلم والله رسول الله حرفا ممّا علّمه الله إلّا وقد علّمه عليّا ثمّ انتهى العلم إلينا ثمّ وضع يده على صدره (٣).
الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام : إنّ علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع.
فقال : أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا وأمّا المزبور فما يأتينا وأمّا النكت في القلوب فإلهام وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك (٤).
الكافي عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم مع علمهم بمناياهم وبلاياهم؟ قال : فأجابني شبه المغضب : ممّن ذلك الأمر إلّا منهم. فقلت : ما يمنعك جعلت فداك. قال : ذلك باب أغلق إلّا أن الحسين بن علي عليهماالسلام فتح منه شيئا يسيرا. ثمّ قال : يا أبا محمّد إنّ اولئك كان على أفواههم أوكية (٥).
الكافي عن سدير قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّ قوما يزعمون أنّكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) (٦) فقال : يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء برآء ، وبرئ الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ولا
__________________
(١) الكافي : ١ / ٢٥٩ ح ٤.
(٢) الكافي : ١ / ٢٦٠ ح ٧.
(٣) الكافي : ١ / ٢٦٣ ح ٣.
(٤) الكافي : ١ / ٢٦٤ ح ٣.
(٥) الكافي : ١ / ٢٦٥ ح ٢.
(٦) الزخرف : ٨٤.