وقال جابر بن عبد الله الأنصاري : دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين يديها ألواح فيها أسماء أئمّة من ولدها فعددت أحد عشر اسما آخرهم القائم. ثمّ أورد على نفسه سؤالا أنّه لم يدّع زين العابدين الخلافة فأجاب عنه بكلام طويل حاصله : أنّه رأى ما فعل بجدّه أمير المؤمنين وأبيه عليهاالسلام من الخروج والقتل والظلم ، وسمع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله رأى في منامه أن أجرية الكلاب تصعد على منبره وتعوي فحزن فنزل عليه جبرئيل بالآية (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) وهي مدّة ملك بني امية وتسلّطهم على عباد الله ، فخاف وسكت إلى أن يظهر المهدي من ولده فيرفع الألوية ويخرج السيف فيملأ الأرض عدلا وقسطا إلى أن قال : وأوّلهم الإمام زين العابدين والثاني الإمام محمد الباقر والثالث الإمام جعفر الصادق عليهمالسلام والرابع الإمام موسى الكاظم ابنه ، والخامس علي الرضا ابنه ، والسادس الإمام محمّد التقي ابنه ، والسابع الإمام علي النقي ابنه ، والثامن الإمام الحسن العسكري ابنه ، والتاسع الإمام حجّة الله القائم الإمام المهدي ابنه ، وهو غائب وله عمر طويل ، كما بين المؤمنين عيسى وإلياس وخضر ، وفي الكافرين الدجّال والسامري (١).
الخامس عشر : الشيخ العالم المحدّث علي المتقي ابن حسام الدين ابن القاضي عبد الملك بن قاضي خان القرشي من كبار العلماء ، وقد مدحوه في التراجم ووصفوه بكل جميل قال في كتاب المرقاة في شرح المشكاة بعد ذكر حديث اثني عشرية الخلفاء ؛ قلت : وقد حملت الشيعة الاثني عشر على أنّهم من أهل بيت النبوّة متوالية أعمّ من أن بهم خلافة حقيقة ، يعني ظاهرا أو استحقاقا ؛ فأوّلهم علي ثمّ الحسن والحسين فزين العابدين فمحمد الباقر فجعفر الصادق فموسى الكاظم فعليّ الرضا فمحمّد التقي فعليّ النقي فحسن العسكري عليهمالسلام ، فمحمّد المهدي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، على ما ذكرهم صاحب زبدة الأولياء خواجه محمد پارسا في كتاب فصل الخطاب مفصّلا ، وتبعه مولانا نور الدين عبد الرّحمن الجامي في أواخر شواهد النبوّة ، وذكر فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم مجملة ، وفيه ردّ على الروافض حيث يظنّون بأهل السنّة بأنّهم يبغضون أهل البيت باعتقادهم الفاسد وفهمهم الكاسد. وأوّل كلامه وإن كان نقدا لمذهب الشيعة ، إلّا أنّ آخره صريح في
__________________
(١) راجع كشف الغمة : ٣ / ٢٤٦ ، ومقدمة غيبة النعماني : ١٥.