الطريق في ستّين رجلا فاجتزت عليه وسلّمني الله منه ، فوافيت العسكر ونزلت فوردت عليّ رقعة أن احمل ما معك فصببته في صنان الحمّالين ، فلمّا بلغت الدهليز فإذا فيه أسود قائم فقال : أنت الحسن بن النضر؟ فقلت : نعم. قال : ادخل ، فدخلت الدار ودخلت بيتا وفرغت ما في صنان الحمّالين ، فإذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطى كلّ واحد من الحمّالين رغيفين واخرجوا ، وإذا بيت على ستر فنوديت منه ، يا حسن بن النضر احمد الله على ما منّ به عليك ولا تشكّنّ ، فودّ الشيطان أنّك شككت. وأخرج إليّ ثوبين وقيل لي : خذهما فتحتاج إليهما ، فأخذتهما. قال سعد بن عبد الله راوي الحديث : فانصرف الحسن بن النضر ومات في شهر رمضان وكفّن في الثوبين(١).
المعجزة الرابعة عشرة : في العوالم عن إكمال الدين عن محمد بن عيسى بن أحمد الزوجي قال : رأيت بسر من رأى رجلا شابّا في المسجد المعروف بمسجد زيد ، وذكر أنّه هاشمي من ولد موسى بن عيسى فلمّا كلّمني صاح بجارية وقال : يا غزال ويا زلال ، فإذا أنا بجارية مسنّة فقال لها : يا جارية حدّثي مولاك بحديث الميل والمولود. فقالت : كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي ادخلي إلى دار الحسن بن علي عليهالسلام فقولي لحكيمة تعطينا شيئا نستشفي به مولودنا ، فدخلت عليها وسألتها ذلك فقالت حكيمة : ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة ـ يعني ابن الحسن بن علي ـ فأتيت بالميل فدفعته إليّ وحملته إلى مولاتي فكحلت به المولود فعوفي وبقي عندنا ، وكنّا نستشفي به ثمّ فقدناه (٢).
المعجزة الخامسة عشرة : في البحار عن الخرائج عن أحمد بن أبي روح قال : وجهت إلى امرأة من دينور فأتيتها فقالت : يا ابن أبي روح أنت أوثق من في ناحيتنا دينا وورعا ، وإنّي اريد أن اودعك أمانة أجعلها في رقبتك تؤدّيها وتقوم بها ، فقلت : أفعل إن شاء الله ، فقالت : هذه دراهم في هذا الكيس المختوم لا تحلّه ولا تنظر فيه حتّى تؤديه إلى من يخبرك بما فيه ، وهذا قرطي يساوي عشرة دنانير ، وفيه ثلاث حبّات تساوي عشرة دنانير ، ولي إلى صاحب الزمان حاجة اريد أن يخبرني بها قبل أن أسأله عنها ، فقلت : وما الحاجة؟ قالت : عشرة دنانير استقرضتها أمّي في عرس ، ولا أدري ممّن استقرضتها ، ولا أدري إلى من أدفعها ، قالت : إن أخبرك بها فادفعها إلى من يأمرك بها. قال : [فقلت في نفسي :] وكيف أقول لجعفر بن علي؟
__________________
(١) البحار : ٥١ / ٣٠٨ ح ٢٥.
(٢) كمال الدين : ٥١٧ ح ٤٦ باب ٤٥.