حصّة ، واكرته (١) ربّما زرعوا حدودها ، ويؤذيهم عمّال السلطان ويتعرّض في الكلّ من غلّات الضيعة ، وليس لها قيمة لخرابها وإنّما هي بائرة منذ عشرين سنة ، وهو يتحرّج من شرائها ؛ لأنّه يقال إنّ هذه الحصّة من هذه الضيعة كانت قبضت عن الوقف قديما للسلطان ، فإن جاز شراؤها من السلطان وكان ذلك صلاحا له وعمارة لضيعته ، فإنّه يزرع هذه الحصّة من القرية البائرة لفضل ماء ضيعته العامرة وينحسم عنه طمع أولياء السلطان وإن لم يجز ذلك عمل بما تأمره.
فأجابه : الضيعة لا يجوز ابتياعها إلّا من مالكها أو بأمره ورضا منه.
وسأل عن رجل استحلّ امرأة خارجة من حجابها وكان يتحرّز من أن يقع له ولد ، فجاءت بابن فتحرّج الرجل أن لا يقبله فقبله وهو شاكّ فيه ، وجعل يجري عليه وعلى أمّه حتّى ماتت الامّ ، فهو ذا يجري عليه وهو شاكّ فيه ليس يخلطه بنفسه ، فإن كان ممّن يجب أن يخلط بنفسه ويجعله كسائر ولده فعل ذلك ، وإن جاز أن يجعل له شيئا من ماله دون حقّه فعل.
فأجاب : الاستحلال بالمرأة يقع على وجوه ، والجواب مختلف فيها فليذكر الوجه الذي وقع الاستحلال به مشروحا ليعرف الجواب فيما يسأل عنه من أمر الولد إن شاء الله.
وسأله الدعاء.
فخرج الجواب : جاد الله عليه بما هو جلّ وتعالى أهله ، إيجابنا لحقّه ورعايتنا لأبيه رحمهالله وقربه منّا ، وقد رضينا بما علمناه من جميل نيّته ووقفنا عليه من مخالطة المقربة له من الله التي يرضى الله عزوجل ورسوله وأولياؤه عليهمالسلام بما بدأنا نسأل الله بمسألته ما أمّله من كلّ خير عاجل وآجل ، وأن يصلح له من أمر دينه ودنياه ممّا يحبّ صلاحه إنّه ولي قدير (٢).
الخامسة عشرة : من التوقيعات ، كتب إليه صلوات الله عليه أيضا في سنة ثمان وثلاثمائة كتابا سأله فيه عن مسائل اخرى كتب فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم أطال الله بقاك وأدام عزّك وكرامتك وسعادتك وسلامتك وأتمّ نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك وجميل مواهبه لديك وفضله عليك وجزيل قسمه لك ، وجعلني من السوء كلّه فداك وقدمني قبلك ،
__________________
(١) عمّاله.
(٢) التوقيع بطوله في الاحتجاج : ٤٨٥ إلى ٤٨٧ وفيه : ما يجب صلاحه.