وسأل عن تسبيح فاطمة من سها فجاوز التكبير أكثر من أربع وثلاثين ، هل يرجع إلى أربع وثلاثين أو يستأنف ، وإذا سبّح تمام سبعة وستّين هل يرجع إلى ستّة وستّين أو يستأنف وما الذي يجب في ذلك؟
فأجاب : إذا سها في التكبير حتّى تجاوز أربعا وثلاثين عاد إلى ثلاث وثلاثين ويبني عليها ، وإذا سها في التسبيح فتجاوز سبعا وستّين تسبيحة عاد إلى ستّة وستّين ويبني عليها ، فإذا جاوز التحميد مائة فلا شيء عليه (١).
السادس عشر من التوقيعات : وفيه ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد :
بسم الله الرّحمن الرحيم أمّا بعد سلام الله عليك أيّها الولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين ، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين ونعلمك ـ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قبلك أعزّهم الله بطاعته وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته ، فقف أمدّك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما نذكره ، واعمل في ناديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين ؛ فإنّا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالأزل الذي من جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ، ونبذوا العهد المأخوذ منه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون أنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، لو لا ذلك لنزل بكم اللأواء (٢) واصطلمكم الأعداء ، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله ، وهي أمارة لازوف حركتنا (٣) ومباينتكم بأمرنا ونهينا والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
__________________
(١) التوقيع بطوله في : الاحتجاج : ٤٨٧ إلى ٤٩٢ والوسائل : ٢٥ / ٣٨٣.
(٢) اللأواء : الشدّة.
(٣) أي : هي علامة لاقتراب حركتنا.