الإلٰهيّة المنوّرة المستنبطة من الأدلّة الشرعيّة «الكتاب والسنة والعقل والإجماع».
قوله عليهالسلام : «فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ» الأمين : فعيل من الأمانة تقدّم شرحه في الخطبة ٢٦ ، فراجع.
وفي كنز العمّال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما والله إنّي لأمين في السماء أمين في الارض (١).
وقال عمّه أبوطالب فيه :
أنت الأمين أمين الله لا كذب |
|
والصادق القول لا لهو ولالعب |
أنت الرسول رسول الله نعلمه |
|
عليك ينزل من ذي العزّة الكتب |
أقول : قوله هذا رحمه الله : أحسن دليل على إسلامه.
قوله عليهالسلام : «وَخٰازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ» أي العلم المخزون عند الله الّذي لا يعلمه أحد إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال تعالى : «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ» (٢)
أخرجه الكليني في حديث : عن سدير الصيرفي قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليهالسلام عن قوله جل ذكره : «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا» (٣) فقال أبوجعفر عليهالسلام : «إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ» (٤) وكان والله محمّد ممّن ارتضاه ، وأما قوله : «عالم الغيب» فإنّ الله عزّوجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدّر من شيئ ، ويقضيه في علمه قبل أن
__________________
١ ـ كنز العمال : ج ١١ ، ص ٤١٣ ، ح ٣١٩٣٧.
٢ ـ الجن : ٢٦ ـ ٢٧.
٣ ـ الجن : ٢٦.
٤ ـ الجن : ٢٧.