يخلقه ، وقبل أن يفضيه إلى الملائكة ، فذلك يا حمران علم موقوف عنده ، إليه فيه المشيئة ، فيقضيه إذا أراد ، ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدّره الله عزّوجلّ فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم إلينا (١).
وأخرجه الصدوق عن الصادق عليهالسلام قال : من مخزون علم الله عزّوجلّ الإتمام في أربعة مواطن : حرم الله عزّوجلّ ، وحرم رسوله صلىاللهعليهوآله ، وحرم أميرالمؤمنين عليهالسلام وحرم الحسين بن علي عليهماالسلام (٢).
قوله عليهالسلام : «وَشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ» أي يوم القيامة فتكون شهادته صلىاللهعليهوآله على اُمّته ، وعلى أئمّة الدين ، وعلى الحجج من لدن آدم إلى آخر الدهر ، كما يشهد له الآيات الكريمة : «وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ» (٣).
وفي تفسير القمي ذيل هذه الآية : فرسول الله شهيد على الأئمة ، وهم شهداء على الناس (٤).
وقوله تعالى : «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا» (٥).
أخرجه القمي في تفسيره (٦) والكليني في الكافي (٧) والعياشي عن الباقر عليهالسلام قال : نحن الاُمّة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه وسمائه (٨).
__________________
١ ـ الكافي : ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ١ ، باب نادر فيه ذكر الغيب.
٢ ـ الخصال : ص ٢٥٢ ، ح ١٢٣ ، باب من مخزون علم الله عزّوجلّ الإتمام في أربعة مواطن.
٣ ـ النحل : ٨٩.
٤ ـ تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٨٨.
٥ ـ البقرة : ١٤٣.
٦ ـ تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٨٨.
٧ ـ الكافي : ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ٤.
٨ ـ تفسير العياشي : ج ١ ، ص ٦٢ ، ح ١١٠.