وأخرجه الحسكاني عن أميرالمومنين عليهالسلام قال : إيّانا عني بقوله : «لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ» (١) فرسول الله صلىاللهعليهوآله شاهد علينا ، ونحن شهداء الله على خلقه ، وحجّته في أرضه ، ونحن الذين قال الله : «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» (٢) (٣).
وقوله تعالى : «فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا» (٤).
قال الطبرسي في تفسير هذه الآية : إنّ الله يستشهد يوم القيامة كلّ نبيّ على اُمّته فيشهد لهم وعليهم ، ويستشهد نبيّنا على اُمّته (٥).
وفي الكافي : قال : أبو عبدالله صلىاللهعليهوآله في ذيل هذه الآية إنّها نزلت في اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله خاصة في كلّ قرن منهم إمام منّا شاهد عليهم ، ومحمّد شاهد علينا (٦).
وفي بصائر الدرجات عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : إنّ الله طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا (٧).
فمعنى «كونهم شهيداً» : أنّ الأئمّة عليهمالسلام يشهدون على الأنبياء بأنّ الله أرسلهم ، ويشهدون للأنبياء بأنّهم بلّغوا رسالات ربّهم ، ويشهدون لمن أجابهم وأطاعهم بإجابته وإطاعته ، وعلى من خالفهم وعصاهم بمخالفته وعصيانه ، ويشهدون على محمّد بأن الله أرسله مبشّراً ونذيراً ،
__________________
١ ـ البقرة : ١٤٣.
٢ ـ البقرة : ١٤٣.
٣ ـ شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١١٩ ، ح ١٢٩.
٤ ـ النساء : ٤١.
٥ ـ مجمع البيان : ج ٣ ـ ٤ ، ص ٤٩.
٦ ـ الكافي : ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١ ، باب في أنّ الأئمة شهداء الله عزّوجلّ على خلقه.
٧ ـ بصائر الدرجات : ص ١٠٣ ، ح ٦ ، باب ١٣. في أنّ الأئمة عليهمالسلام أنّهم شهداء لله في خلقه.