ويشهدون له أنّه بلّغ ما أمر بتبليغه وعلى أمّته ولهم كذلك ، ويشهد رسول الله صلىاللهعليهوآله عليهم بما حملهم من أمر الخلافة ولهم بما أدّوا ما حمّلوا.
وفي تفسير النيسابوري : روي أنّ الأُمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء عليهمالسلام فيطالب الله تعالى الأنبياء بالبينّة عليه على أنّهم قد بلّغوا ، وهو أعلم للحجّة على الجاحدين وزيادة لخزيهم ، فيؤتى باُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله فيشهدون. فيقول الأُمم : من أين عرفتم؟ فيقولون : عرفنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيّه الصادق ، فيؤتى عند ذلك بمحمّد صلىاللهعليهوآله ويُسئل عن أُمّته فيزكّيهم ويشهد بعدالتهم ، وذلك قوله تعالى : «وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا» (١) ومن الحكمة في ذلك ، تمييز أُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله في الفضل عن ساير الأُمم حيث يبادرون إلى تصديق الله وتصديق الأنبياء والإيمان بهم جميعاً ، فهم بالنسبة إلى غيرهم كالعدل بالنسبة إلى الفاسق فلذلك تقبل شهادتهم على الأُمم ولا تقبل شهادة الأُمم عليهم (٢).
قوله عليهالسلام : «وَبَعِيثُكَ بِالْحَقِّ» أي مبعوثك وهو النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى الخلق حق لا إنكار فيه ، قال تعالى : «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» (٣).
قوله عليهالسلام : «وَرَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ» قال تعالى : «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا» (٤).
__________________
١ ـ البقرة : ١٤٣.
٢ ـ تفسير النيسابوري في هامش ، تفسير الطبري ج ٢ ، ص ١٢ وأنوار التنزيل : ج ١ ، ص ٨٧ ، مع اختلاف يسير في بعض العبارة.
٣ ـ المائدة : ٦٧.
٤ ـ سبأ : ٢٨.