قال عكرمة (١) : كان ابن عباس إذا مرّ في الطريق قلن (٢) النساء على الحيطان : أمرّ المسك أم مرّ ابن عباس؟
قال ابن عباس : أجلسني رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجره ، ومسح رأسي ، ودعا لي بالبركة (٣).
وعن ابن عباس قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم من آخر الليل ، فصليت خلفه ، فأخذ بيدي فجرّني حتى جعلني حذاءه. فلما أقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على صلاته خنست (٤) ، فأخذ بيدي فجعلني حذاءه. فلما أقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على صلاته خنست ، فصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فلما انصرف قال لي : «ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟» فقلت : يا رسول الله ، أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذي أعطاك الله عزوجل؟ قال : فأعجبه ، فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما (٥). قال : ثم رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم نام حتى سمعته نفخ ، ثم أتاه بلال فقال : يا رسول الله ، الصلاة ، فقام فصلى ما أعاد وضوءا [١٤٢٦٥].
قال ابن عباس : دعا لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يؤتيني الحكمة (٦) والتأويل ، قال : والحكمة : القرآن ، والتأويل : تفسيره.
وعن ابن عباس قال : دعا لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخير كثير. وقال : «نعم ترجمان القرآن أنت» [١٤٢٦٦].
وعن ابن عباس (٧) : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وضع يده على رأس عبد الله فقال : «اللهم ، أعطه الحكمة ، وعلّمه التأويل» [١٤٢٦٧].
__________________
(١) رواه الذهبي من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة في كتابيه : تاريخ الإسلام (١٥٢) وسير الأعلام ٣ / ٣٣٧.
(٢) كذا في مختصر ابن منظور وسير الأعلام ، وفي تاريخ الإسلام : قالت.
(٣) الإصابة ٢ / ٣٣١ وفيها : «بالعلم» بدلا من «بالبركة».
(٤) خنس من بين أصحابه : تأخر ورجع.
(٥) حلية الأولياء ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥ وسير الأعلام ٣ / ٣٣٨.
(٦) حلية الأولياء ١ / ٣١٥.
(٧) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١ / ٣١٦ من طريق سليمان بن أحمد الطبراني ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٩ / ٢٣٧ رقم ١٠٥٨٥ وفيه : حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى الرقي ، ثنا عامر بن سيار قال : ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن العباس.