عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عن المقداد بن الأسود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«لا نكاح إلا بولي ، وما كان بغير ولي فهو مردود» [١٤٣١٦].
قال هارون على المنبر : حدثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«اتقوا النار ولو بشق تمرة» [١٤٣١٧].
مر الرشيد بدير مران (١) ، فاستحسنه. وهو على تل تحته رياض زعفران وبساتين ، فنزله ، وأمر أن يؤتى بطعام خفيف ، فأتي به ، فأكل ، وأتي بالشراب. ودعا بالندماء والمغنين ، فخرج إليه صاحب الدير ، وهو شيخ كبير هرم ، فسأله واستأذنه في أن يأتيه بشيء من طعام الديارات ، فأذن له ، فإذا أطعمه نظاف ، وإدام في نهاية الحسن ، فأكل منها أكثر أكله. وأمره بالجلوس فجلس يحدثه ، وهو يشرب إلى أن جرى ذكر بني أمية ، فقال له الرشيد : هل نزل منهم أحد؟ قال : نعم ، نزل بي الوليد بن يزيد وأخوه الغمر ، فجلسا في هذا الموضع. فأكلا وشربا وغنيا. فلما دبّ فيهما السكر وثب الوليد إلى ذلك الجرن فملأه وشرب به ، وملأه ، وسقى به أخاه الغمر ، فما زالا يتعاطيانه حتى سكرا ، وملأه لي دراهم ، فنظر إليه الرشيد ، فإذا هو عظيم لا يقدر على أن يشرب ملأه ، فقال : أبي بنو أمية إلا أن يسبقونا إلى اللذات سبقا لا يجاريهم أحد فيه ، ثم أمر برفع النبيذ من بين يديه ، وركب من وقته.
كان الرشيد يقول : الدنيا أربعة منازل قد نزلت منها ثلاثة : أحدها الرقة ، والآخر دمشق ، والآخر الري في وسطه نهر ، وعن جنبيه أشجار ملتفة متصلة ، وفيما بينهما سوق. والمنزل الرابع سمرقند ، وهو الذي بقي عليّ أنزله ، وأرجو ألا يحول الحول في هذا الوقت حتى أحل به. فما كان بين هذا وبين أن توفي إلّا أربعة أشهر فقط.
كان أبو جعفر الرشيد ولد بالري سنة ست وأربعين ومائة ، وقيل : سنة سبع وأربعين ، وقيل : ثمان ، وقيل : تسع وأربعين ، وقيل : سنة خمسين ومائة (٢). وكان سنة يحج وسنة يغزو (٣).
__________________
(١) دير مران : بضم أوله ، بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة (انظر معجم البلدان).
(٢) انظر البداية والنهاية ١٠ / ٢٣٢.
(٣) في تاريخ الخلفاء ص ٣٤١ كان كثير الغزو والحج.