والمفرد ما لا يدل جزؤه على جزء معناه كزيد ، والكلمة واحدة الكلم وهو إذا أخذ بقيد التركيب ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر أفاد أم لا ، كإن : قام زيد. وثم في كلام الناظم بمعنى الواو وليست على بابها لأنا إذا قسمنا شيئا إلى أشياء فنسبة كل واحد من الأقسام إلى الشيء المقسوم نسبة واحدة.
واعلم أن لكل واحد من هذه الأقسام علامات وكذا حدود يعرف ويتميز بها (عن قسيميه) ، والناظم آثر التمييز بالعلامة (على الحد) وإن كان هو أضبط (لا طراده) وانعكاسه بخلافها (إذ لا تنعكس) تسهيلا على المبتدىء ، فقال :
(فالاسم ما يدخله من وإلى |
|
أو كان مجرورا بحتى وعلى |
مثاله : زيد وخيل وغنم |
|
وذا وتلك والذي ومن وكم) |
الاسم (لغة) : مشتق من السمو وهو العلوّ في رأي بصري ، أو من السمة
______________________________________________________
(قوله : عن قسيميه) قسيم الشيء ما هو داخل تحت شيء آخر كالاسم مع الفعل والحرف فإنه قسيم لهما لكونه داخلا معهما تحت شيء آخر وهو الكلمة. وأما قسم الشيء فهو أخص تحت أعم كالاسم مع الكلمة فإنه أخص ، أي أقل اشتراكا منه وداخل تحتها ا ه.
(قوله : على الحد) الحد يشترط فيه الاطراد والانعكاس. والاطراد أن يوجد المحدود كلما وجد الحد وهو المانع. والانعكاس أن يوجد الحد كلما وجد المحدود وهو الجامع ا ه.
(قوله : لاطراده) أي كلما وجد المعرّف وجد التعريف فلا يدخل فيه شيء من غير أفراد المحدود فيكون مانعا ا ه.
(قوله : إذ لا تنعكس) أي العلامة ، لأنه قد يوجد المعلم بدون علامة وذلك كقولك : الإنسان كاتب بالفعل فإنه كلما وجد الكاتب بالفعل وجد الإنسان ، ولا يلزم من انتفائه انتفاء الإنسان. وما قالوه من أن العلامة لا تنعكس ، إنما هو في العلامة الغير اللازمة. وأما اللازمة كالكاتب بالقوة مع الإنسان فهي منعكسة أبدا كالحد ا ه.
(قوله : لغة) منصوب على التمييز ، أي من جهة اللغة لا على نزع الخافض لأنه سماعي إلا أن يقال : إن المؤلفين أجروه مجرى القياسي لكثرته في كلامهم ، ولا يصح أن يكون حالا لأن مجيء الحال من المبتدأ لا يجوز عند الجمهور ، وأيضا مجيء المصدر حالا سماعي ا ه.