لك من فمي ؛ ومن النوع الثاني ما أشار إليه بقوله :
(أو وزن فعلاء وأفعلاء |
|
كمثل حسناء وأنبياء) |
أي أو جاء مماثلا في وزنه فعلاء كحسناء أو أفعلاء كأنبياء ونحوهما مما فيه ألف التأنيث الممدودة نكرة كحمراء ، أو معرفة مفردا أو جمعا اسما أو صفة ، ومنه : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ)(١) إذ أصله فعلاء بخلاف : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ)(٢). والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة واستقلت بالمنع لما تقدم. وأشار إلى الرابع بقوله :
(أو وزن مثنى وثلاث في العدد |
|
فاصغ يا صاح إلى قول السدد) |
أي أو جاء مماثلا في وزنه مفعل بفتح أوله أو فعال بضم أوله من الواحد إلى الأربعة باتفاق ، ومن الخمسة إلى العشرة على الأصح عند ابن مالك وجماعة كموحد وأحاد ومثنى وثلاث وهي معدولة عن ألفاظ العدد الأصول مكررة. وأصل جاءني القوم أحاد جاءوا واحدا واحدا وكذا الباقي. ولا تستعمل هذه الألفاظ إلا نعوتا نحو : (أُولِي أَجْنِحَةٍ)(٣) مثنى وثلاث ورباع ، أو أخبارا نحو : صلاة الليل ، مثنى مثنى ، أو أحوالا نحو : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ)(٤). والمانع لهذا النوع من الصرف الصفة والعدل ، وإذا سمي بهذا النوع كمثنى وثلاث بقي على منع صرفه كما اقتضاه كلامه فيما بعد خلافا للأخفش وأبي العباس لأن الصفة وإن زالت بالتسمية خلفتها العلمية والعدل باق فما يوجد في بعض النسخ بدل قوله : فاصغ ، إلى آخره.
إذ ما رأى صرفها قط أحد
فيه نظر بالنسبة إلى نفي الخلاف ، والإصغاء استماع القول ، والسدد الصواب ، وإضافة القول إليه من باب إضافة الموصوف إلى الصفة ، ويا صاح :
منادى مرخم. وأشار إلى الخامس بقوله :
(وكل جمع بعد ثانيه ألف |
|
وهو خماسي فليس ينصرف |
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية ١٠١.
(٢) سورة النجم ، الآية ٢٣.
(٣) سورة فاطر ، الآية ١.
(٤) سورة النساء ، الآية ٣.