لم يدخلها أل أو بدلها أو تضيف لشبهها حينئذ بالفعل ، فإن دخلها أل أو بدلها سواء كانت معرّفة أم موصولة أم زائدة وجب جرها بالكسرة كمررت بالأفضل ، وأنتم عاكفون في المساجد ، وكذا إذا أضيفت ولو تقديرا نحو : (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(١) ، وسخى بأطيب الضيافة. لكن هل هي حينئذ منصرفة أم باقية على منع صرفها ، فيه خلاف ، فذهب جمع منهم الناظم إلى الأول لأن ما لا ينصرف لما دخله ما هو من خواص الاسم ، أعني أل والإضافة ، قابل شبه الفعل فرجع إلى أصله من الصرف وهو الجر بالكسرة وهو ضعيف. وقيل الثاني بناء على أن الكسر لم يزل عما لا ينصرف إلا تبعا لزوال التنوين بالعلتين فلما كان زواله هنا لأجل اللام والإضافة لا لأجل العلتين زال موجب منع الكسر فدخل ، وهذا هو قول الأكثرين. والذي اختاره كثير من المتأخرين أنه إن زالت منه إحدى العلتين بالإضافة أو بأل صرف وإلا فلا.
(وليس مصروفا من البقاع |
|
إلا بقاع جئن في السماع |
مثل حنين ومنى وبدر |
|
وواسط ودابق وحجر) |
أسماء الأماكن والبلدان صرفها وعدمه مبنيان على المعنى فإذا أريد بها البقعة أو الخطة منعت الصرف أو المكان أو البلد صرفت كالأسماء التي ذكرها ، لكن لما غلب عليها التأنيث في كلامهم لتأولها بما ذكر غلب عليها منع الصرف فكان أكثرها لا ينصرف. وقد يتعين اعتبار المكان أو البقعة. فالأول كبدر ونجد ، والثاني كدمشق (وجلق). وقد يستوي الأمران كسبأ وحراء ومناء وقباء وبغداد. ومثل أسماء البقاع أسماء القبائل فإن أريد باسم القبيلة الأب كمعد وتميم أو الحي كقريش وثقيف صرف أو الأمّ كباهلة أو القبيلة كمجوس ويهود منع للتأنيث مع العلمية.
(وجائز في صنعة الشعر الصلف |
|
أن يصرف الشاعر ما لا ينصرف) |
______________________________________________________
(قوله : جلق) بالتشديد وكسر الجيم واللام موضع بالشام. ا ه مختار.
__________________
(١) سورة التين الآية ٤.