صياغة تبنى على الضبط الدقيق ، وسلامة التطبيق. وعلى نحو ما كان إماما فى التصريف كان إماما فى النحو حتى ليقول المبرد : لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبى عثمان المازنى (١). والمبرد أشهر تلاميذه وأنبه نحاة البصرة من بعده. ولعل القارئ لاحظ أننا أسقطنا فى حديثنا عن نحاة النصف الأول من القرن الثالث الهجرى التّوّزى وأبا حاتم والزّيادى والرّياشى لأن اهتمامهم إنما انصب على رواية اللغة والشعر أكثر من انصبابه على النحو ، ولذلك قلما صادفتنا لهم آراء نحوية ، فهم بأن يكونوا لغويين أشبه منهم بأن يكونوا نحويين. وهذا نفسه يلاحظ فى تلاميذ الخليل سوى سيبويه ممن ذكرتهم كتب تراجم النحاة مثل النّضر بن شميل ومؤرّج بن عمرو السدوسى وعلى بن نصر الجهضمى والليث ابن نصر بن سيار ، فقد كانوا لغويين ، وقلما عنوا بمسائل النحو ومشاكله.
__________________
(١) إنباه الرواة ١ / ٢٤٨.